تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

بقلم : ناصر الظاهري

بعد تلك الرحلات الأشبه برحلات الكشافة إلى الهند، والسكن في «بيوت الشباب» البائسة، وشرب شاي «الكرك» في صحن فنجان الشاي على الطريقة الهندية، والمبيت في فنادق من التي ودعت نجومها منذ عهد الانتداب البريطاني، وشركة الهند الشرقية، ابتسم لنا الحظ، وحظينا برحلة ملوكية إلى الهند، وهي من تلك الرحلات التي فقط ينقصها أن يضعوا لك «مَنَزّاً أو شاطوحة»، ويهزونك حتى تنام كالأطفال، كانت رحلة ملوكية من التي لا تتعرف إلى شيء، ولا يخصك بأي شيء، لا حقائب تخشى عليها أن تضل طريقها، وتتجه إلى كينيا، وحينها اغسل يديك منها، ولا تبقى «تحاتي» الجواز، وكل خمس دقائق تتلمس جيبك، لتتأكد أن فلوسك في محلها، ولا «بتحاتي» عشاءك وين، حتى الرقاد مختلف، لأنك خارج هموم وتفاصيل اليوم، فقط الأمر الوحيد الذي يطلب فيه معونتك أن تتلطف وتفتح فمك لتتناول ما لذ وطاب من الطعام الهندي أو لتغرّ نفسك شراباً بارداً أو ساخناً، حتى «البتلر» تلك العادة الإنجليزية التي كنت أعتقد أنها انتهت من الوجود مع أفول آخر مستعمرة إنجليزية في المحيط الهادئ، كان مسخراً لنا في مقصورات قطار «المهراجا» الذي عبر بنا المثلث الذهبي الهندي، وتوقفنا دون «أجرا»، ولم نر أعجوبة الحب الخالدة «تاج محل».

مثل هذه الرحلات يحتاج إليها المرء بين الفينة والفينة، والفينة هنا ضرورية بصراحة، لأننا لولا الفينة، والفينة الأخرى «لا سافرنا ولا جينا»، أقول مثل تلك الرحلات تأتي أبرد من لذة العسل على الخاطر، لا لشيء، ولكن لأن أمثالي أحياناً يحتاج لأحد أن ينبهه أن السفر غير المشقة، وأن للعمر أحكاماً، وللنفس مسرات أخرى غير أن تتأبط «كاميرتك» في كل مكان، مثل أي سائح ياباني، آت من هناك وعاقد النية على الدهشة والتعجب، وأن أول عمل تعمله في سفرك أن تزور المتحف الوطني، وترى كل أولئك القوم المحنطين منذ غياهب التاريخ، وتقرأ «البرشورات» السياحية، كأي واجب مدرسي، وتحرص فيما تحرص على زيارة مصنع النسيج، والتعاونيات الفلاحية، كمشاريع وطنية ناجحة في عهد الاستقلال.

في مثل تلك الرحلات تتحلل من أوزارك وإزارك، وتصبح خفيفاً تقلّبك الريح، ولا يردّك إلا لسانك، حتى إنها مرات، تتداخل أوقات الوجبات، كأن يلحق علينا العشاء، ونحن خرجنا لتونا من ذاك الغداء الذي يسرق لعينيك غفوة، لا يمكن أن تقاومها، خاصة على مقعد الباص المكيف، والذي تنتبذ فيه مكاناً قصيّاً، ساعتها يمكنك أن تراقب عليباء الأصدقاء، ورؤوسهم التي تنوس باستحياء، ويمكنك أن تعرف أول النائمين من خلال تحنحينة واضحة، خارجة من الصدر مباشرة لتجاويف الحلق، ويريد أن يؤكد للجميع من خلالها أنه مستمتع بمشاهدة المعالم السياحية من وراء زجاج نافذة الباص السياحي.. وغداً نكمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates