بقلم : ناصر الظاهري
* جوائز الإبداع الكروي، كانت مفرحة، وكأنها من أجمل مباريات كأس العالم، ولولا الاختيار لكان كل المرشحين يستحقون الفوز، لكن في الأخير المنصة لا تتسع لغير فائز واحد، لم يعكر صفو تلك الليلة السعيدة غير غياب «رونالدو وميسي»، وهو غياب غير مبرر، ولا مقبول من الناس الذين أعجبوا بهذين النجمين، لكن شو تقول: «في بزا ميسي.. ودلع رونالدو، وإلا أفوز، وإلا ما بيي»، وربما كان لوكلاء اللاعبين ومحاميهم همس شرير، ولو شاورا حريمهما كان أفضل، فالمرأة أولاً وأخيراً هي مع كل شأن إنساني، وعمل حضاري، المهم أنه بعيد عن جلب ضُرّة، وبعيد عن التنافس الجمالي.
* سألني الكثير، ليش خميسيات؟ فأقول: خميسيات هي ضد المكفهرة وجوههم بسبب، ومن غير سبب، ضد الغاضبين لتأخر فنجان قهوة الصباح فقط، وضد الذين ينقلون مشكلاتهم معهم إلى كل مكان، هي لبهجة النفس، وسرقة الضحكة منكم، خميسيات تطل بوجهها الفكاهي، فهي ترتدي للسياسة الحمقاء البسمة السيراميكية، وللاقتصاد الضجر الضحكة المتعافية، وحين تتعقد الحياة نفكّها بنكتة، تسد الرمق، وتسمن وتغني من جوع، وحين يظهر المغالي والمتشدد والجاهل، نرتدي له قفازات مهرج، ونقول له: لقد مرّ على الحياة مثلك وأشباهك ومن على شاكلتك، لكنهم لم يستطيعوا منع عصفور من التغريد، ولا شجرة من أن تهز غصنها طرباً ومزاغاة للريح، وكانت الشمس تشرق بهم، وبدونهم، خميسيات تنتصر للحياة دوماً.. وأبداً، ولا تنسى أن تقدم بجانب فنجان القهوة المُرّة قطعة حلوى.
* «في ناس يا أخي تلقاهم ما يتأثرون بأي أزمة، أزمة مساكن، أزمة إيجارات، أزمة اقتصادية، خدمة ذاتية، تطبيق سالك، مواقف، ضرائب أميركية على الصادرات الصينية، هبوط التومان، تلقاهم ما يَعّولون، يشعرونك أنهم «دبل» دايماً في الحياة، لا يحدّهم مصعاد، ولا تهوي بهم هاوية، بصراحة ما لهم حيلة، متوثقين، ولا أدناة ريح تقلع نخيلهم، هذيلا الناس وإلا بلا، مب مثل بعض الناس، لو نقع شلّك في باكستان، تلقاه قفل دكانه في طرابلس الغرب، خوفاً من الأضرار الجانبية المترتبة على الحادث الجسيم، كما أوردت مصادر وكالات الأنباء الأجنبية»!
* «أنا بصراحة أحب «المول» صباحاً، يشعرني وكأنه سرير فندقي مرتب للتو، وشراشفه البيضاء لا تخلو من برودة محببة، تدعو للاسترخاء على الظَهَر، في صباح «المول» ثمة غواية تبعثها رائحة ذلك الصابون الإنجليزي الأصيل الذي لم يجف بعد من على مسامات تلك المستعجلة، ولا تدري عن شيء، فنجان القهوة يناديك من بعيد، وكراسي تحتل الزوايا لا تجعلك تمر سراعاً، وللفطور المتأني لذة التوحد، وجمالية التأمل، كل الأمور هنا في هذا الصباح الخالي من وجع، توحي بتواطؤ ما.. نحو شيء ما»!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد