سويلفات أيام العيد  3

"سويلفات" أيام العيد - 3 -

"سويلفات" أيام العيد - 3 -

 صوت الإمارات -

سويلفات أيام العيد  3

بقلم : ناصر الظاهري

أثبتت التحليلات، واستقصاء الآراء بشأن اكتئاب الإنسان عندنا منذ الصباح، أن سببه الدفع صباحاً ومبكراً، دفع أي شيء، المهم أن نهاره في ذاك اليوم لن يكون على ما يرام، سواء قسط مدرسة خاصة غالي الأثمان، أو إيجار سكن ما تهنأ بمرور ستة أشهر بسرعة هكذا، وحان وقت تحصيل الشيك الثاني، أو استبشر برسالة نصية تخبره أنه ارتكب مخالفة مرورية، وعليه توخي

الحيطة والحذر، مع تمنيات إدارة المرور بالسلامة للجميع، مدفوعات غير متوقعة: فاتورة «اتصالات» 1789 درهماً، وفاتورة «دو» 734 درهماً وخمسون فلساً، الكهرباء والماء 550

درهماً، و680 درهماً عن الشهر الفائت، ومبلغ بأثر رجعي عن الزيادة الجديدة، مدفوعات طارئة: تحمل أضراراً عن التسبب في حادث، رغم أن لديه تأميناً شاملاً 2000 درهم، تغيير إطارات سيارة الزوجة 3500 درهم، الفائدة الشهرية على بطاقات الائتمان 2687 درهماً، وتأمين «شيلد» للبطاقات الائتمانية نفسها 1850 درهماً، نظارة الولد غير النجيب التي كسرها،

ويقول إن زميله في المدرسة هو الذي كسرها 900 درهم، تسوق لعزيمة طارئة، ولكي لا ترجع الزوجة المصون في كلامها أمام أهلها 1700 درهم، كل تلك الأمور تجعل من الصباح سميكاً حد الملل، ولا يجعل للحلوى طعماً في الفم، ويمكن أن يذّكرك بأوجاع كنت «ناسيها أو أتجّب عليها»، ويمكن أن يهبط بنشاطك للنصف، ويسرق من الوجه بعض العافية، وتمشي دون همة للعمل، والسبب «هَمّجة الغوازي» التي تسربت من بين يديه.

 في المقابل لو أن الإنسان عندنا تصبّح «بهمجة فلوس»، فجأة ستجد الأدرينالين صعد إلى أعلاه، وتجد البني آدم منا، يدخل على الزوجة يريد أن يمازحها، ويثني على صباحها، وصباح

الأولاد، ستجده اهتم كثيراً بهندامه ذلك اليوم، وبصورة مبالغ بها، حتى الزوجة سيرف جفنها الشمال، سيسلم على ناطور العمارة، وربما تذكر أنه لم يهمزه بأي مبالغ تضحك سِنّه منذ وقت ليس

بالقصير، سيستمع للإذاعة ببرامجها الصباحية المملة بشغف، قد يقصر طريق العمل، وسيبتسم لكل الأخوة الزملاء، ويصبّح بنبرة خجل على الأخوات الزميلات، وسيكون وجه مديره ذاك

النهار مثل الرغيف السخن يشتهى، سيتذكر أصدقاء، وسيلحّ على الاتصال بهم، وممازحتهم، قد يدخل البنك متأخراً، ويتعلث بمراجعة حسابه مع ذاك الموظف المرابي، والذي كان يسدها في وجهه كلما طلب قرضاً أو تسهيلاً لآخر الشهر، قد يتذكر أغنيات بعينها كانت تعنّ عليه أيام حبه الأول الفاشل، قد يشعر بخفة عجيبة، وربما ينسى أمر المفاصل، وتلك العَنّة التي تثقل قدميه، قد

يخبّص في الأكل ذلك اليوم بشراغه، ودون غزر، سيتصل من العمل بزوجته على غير عادته، وسيسمعها كلمة طيبة سكنت خاطره، غير أن الظروف القاسية لم تسنح له أن يقولها في وقتها، بعدها أنسته الأيام إياها، يمكن أن تعّن عليه مغامراته القديمة التي لم يحالفها النجاح كثيراً، وظل يتأسف عليها بأسى بين الحين والحين.. كل ذلك بسبب «هَمّجة الغوازي» التي تَصَبّح بها، داخلة لا خارجة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سويلفات أيام العيد  3 سويلفات أيام العيد  3



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates