صعب النهار بدونها

صعب النهار بدونها

صعب النهار بدونها

 صوت الإمارات -

صعب النهار بدونها

بقلم : ناصر الظاهري

- من أصعب الأمور على الإنسان أن يمضي نهاره، ولا أحد يقول له: صباح الخير.

- ما ضره لو قالها ذاك المستعجل على الندامة في ذلك الصباح الذي يوحّد وجه ربه.

- ما ضرها لو قالتها تلك المتعالية على جدران بيتها الذي تضحك له أبواب البيوت كجار، وهو لا يعرف أن له جيراناً، ولهم واجب التحية، وقول: صباح الخير من الخاطر.

- ماذا سيخسر ذاناك التاجران اللذان يتجاوران منذ أمد بعيد، لو قالها أحدهما للآخر، لكانت ربحت تجارة هذا، ولا خسرت تجارة ذاك؟

- لما لا نقولها لكرسي الحديقة الصديق في أوقات الصحو، واليوم أصبح وحيداً في هذا الشتاء الرمادي، فلا تلميذات عجلات يسترحن قليلاً، ويهمسن له بثرثراتهن التي لا تتوقف، وضحكات تفتح البرعم نحو الحياة، يستودعنها إياه قبل أن يتقافزن نحو براءتهن، ولا ذاك العجوز الذي اعتاد المشي خطوتين والتوقف لحظتين، يكاد أن يخرج من جانب مدفأته، ولا تلك الأرملة صديقة الكتاب، والأوقات المشمسة، تطل في هذا الصباح القاسي على العظام، لتقول، ولو همساً: صباح الخير.

- ألا يستحق «الغالين» الساكنين بعيداً صباحاً من شوق وعطر منتقى، صباحاً ولو حملته فيروز بصوتها الفجري الدافئ من هنا إلى هناك.

- صباح للخال درويش ذلك الذي هرم في كشك الصحف والكتب، ومن مراقبة المارة في مدينته التي يحرسها من الغرباء بعد صلاة الفجر وحتى الهزيع الأول من الليل، صباح يليق بالرجل هذا الذي يبيع بالبركة، و«توكل على الله».

- صباح ولو انتزعناه من صدورنا، لنطرح ولو من بعيد على كل خصوم الحياة، والمتعاركين على صغائر الدنيا، والمتهالكين عليها، صباح ليته يوقظ فيهم معاني الحب نحو أشياء تستحق.

- لما لا نتذكر تحية الصباح في عجلة اليوم؟ لما نحرم منها من هو جدير بها، أناسنا «الغالين»، أشياؤنا التي تصبّح علينا، ولا ندري، تفاصيل في حياتنا ننساها من حجم صغرها، هناك الكثير ممن يجب أن نقول له: صباح الخير في هذه الحياة.

- وحدها تلك المخلصة من تقول: صباح الخير لذلك البرواز الساكن الجدار، والذي يخص رجلاً ودّع الحياة بشرف، تاركاً كل الأشياء في الحياة وراءه تتصدع، وتاركاً للمرأة عطر رجل من الصعب أن ينسى هكذا.

- وحده بائع الورد المخلص لمحله العتيق، يسقي بتلات الزهور بحب، ويرش الورود بالندى، ويصبّح على الجميع بعينيه، وبألوان ورود حانوته العتيق.  نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعب النهار بدونها صعب النهار بدونها



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 08:12 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"برشلونة يحسم صدارته للمجموعة الثانية في "دوري الأبطال

GMT 06:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

توم هانكس يؤكد أن عرض فيلم "غرايهاوند" 10 تموز

GMT 08:32 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مانشستر يونايتد يفقد شاو في مباراتين

GMT 13:17 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أروى جودة تُؤكِّد على عدم الاشتراك في مسلسل "قيد عائلي"

GMT 07:56 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سيف بن زايد يستقبل شيخ الأزهر الشريف

GMT 00:51 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"برشلونة" يرغب في ضم البرازيلي إيميرسون أباريسيدو

GMT 01:16 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

فهمي الخولي يُقرر تحويل رواية "الأرض" إلى عرض مسرحي

GMT 13:40 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة بالحجاب على طريقة الفاشونيستا صوفيا غودسون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates