تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر -2-

تذكرة.. وحقيبة سفر -2-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

بقلم : ناصر الظاهري

كانت غرف وشرفات، فيها النعيم وطعم الرفاهية، لكنها رغم كل ذلك، لم تكن الباذخة مصدراً للسعادة، ولا المنكوبة عنواناً للحزن، فهذه أشياء ترتحل مع الإنسان، وما يمكن أن يحمل ذلك القفص الصدري من دفء مشاعر، وبرودة كلمات، هي شرفات وغرف غنى لها الصدر:

- غرفة تطل من عل على الـ «هاربر» في هونج كونج، صديقة الضباب، والأبراج العالية، لا يمكن أن تشعر فيها إلا كونك موظفاً متأخراً أو مصرفياً أوضاعه متعثرة، وأنك عرضة للإفلاس في أي لحظة قادمة.

- غرفة أميركية حقيقية، فيها المتسع كله، وما يحتاج الإنسان العصري المعتمد على نفسه، بما فيها الغسالة التي لا تعرف التعامل معها بصدق، تطل على حديقة، وعشب أخضر، وسناجب لا تنام الليل، وثمة طيور غريبة مهاجرة لبعيد، فقط ما كان ينقص تلك الغرفة، أن شرفتها ظلت طوال الوقت بلا ضجيج، وكأنها لـ «راعي بقر» كان يهابه الناس.

- غرفة في جنيف، وجنيف في تلك الغرفة، والنهار وحده ليس له معنى، وقد يكون الليل هو كل الوجد والشجن، يتداخلان ظل الشمس وقبس النجم، ويكادان أن يتماهيا، تلك الغرفة والشرفة التي في جنيف، أضاعت التوقيت المنضبط للساعات السويسرية.

- غرفة في نزل بشباك خشبي، لا حظ لها أن تطل على صبح دمشق، ورائحته الياسمين، يشعرك أثاث النزل أنه لأرملة مسيحية مهاجرة، ولن تعود، وأوكلت للفرّان أن يديره، ثمة رطوبة مستكنة وساكنة، وأمامك شرفات كلها ملابس رطبة، رخوة، وتحتك سيارة عسكرية خضراء رابضة على النفس، ولم تتحرك منذ يومين، أصوات، وسباب مارين، وحشرجات تبغ رخيص، ومشاكل قصب وشعب هوائية، ثمة بؤس كان ساكناً هناك، وتشعر بضيقه كلما دنّ المساء.

- غرفة ألمانية، بلا شرفة، حديد وصلب، لا شكل هندسي صديق قد تحبه، ولا معنى للجدران فيها، نظيفة حد أن تكرهها، أثاثها متين، وغالباً صنع ليبقى، لكنه لا يوحي بالود والطمأنينة، معظم الأشياء فيها مسطحة، لا تختلف كثيراً عن غرفة مهندس في موقع عمل مؤقت، كانت باردة للغاية.

- غرفة في منتجع بجزيرة «بالي»، غير البحر وزرقته، هناك شجر أخضر ويقطر ماء وندى على الدوام، وثمة صخور ملونة لامعة، وكراسي من قش وخيزران، وطيور فرحة، وروائح لبخور المعابد، واحتراق أوراق لها صفة الغواية والسحر، وذاك الأكل الذي يأتي على ورق الموز والمانجو، لها صباحات لا تمل، خاصة إن قرعت بابك تلك المؤتزرة بإزار «جاوي»، قائلة: «سلامات باغي»!.

- غرفة على النيل، شرفة على النيل، وتأملات لخطى الناس التي لا تتوقف، ووجوهها المتعبة، المنهكة، الضاحكة، واحتفاء مفرد بصيغة الجمع لكل اللآتي زخرفن حياتك بلون مختلف، وكان النيل شاهداً.

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates