في معاني الحب 2

في معاني الحب -2-

في معاني الحب -2-

 صوت الإمارات -

في معاني الحب 2

بقلم : ناصر الظاهري

ثمة حب مختلف، حب لا متناه تجاه أشياء عظيمة وكبيرة في الحياة، كأن يعشق إنسان النُبل، ويتودد إليه، ولا يقدر أن يقصيه لاتساع معانيه، وتعدد نهجه، كأن يعشق الإنسان الشرف، ويجاهد ليرتقي لغاياته، ويبلغ مساراته، فلا يقدر أن يصل لسمو مكانته، فلا ينطفئ الحب، ولا يمل الإنسان النبيل والشريف السعي.

ثمة حب مقدس تنزّل من نور، ومبعثه النور، نور السموات وضياء الحياة، هو ذاك الحب الذي يكنه الإنسان لأمه، فلا يدري كيف يحب، ولا كيف يعتذر، وتظل هي لا تتعب منه، ففي غالب الأمر، هي من يفجر هذا الحب في الحياة، لأن حبها ثقيل، ولا يبلغه قاص ولا مريد، هو شيء من الإيثار والحنان والمسؤولية والتضحية، وعدم الشكوى، ولا يمكن أن تتبادل الأدوار، فلا الابن قادر على أن يفي بغير قليل من الحب، مهما كبر، وبرّ، ولا يتساوى مع حب الأب، مهما علا، وكان تاج القدوة، ونبراس الحذو. ثمة حب يختص به المكان، حب تترجمه أعضاء الجسد سراعاً، فلا يمكن أن تدخل مدينتك أو وطنك، إلا ويتسارع النبض، ويرقص القلب كحمامة بيضاء، ثم تهدأ الأشياء في النفس، وتراك تغيرت، وأصبح حالك كمن ابتل بالمطر أو تنفس عطر الفجر أو سجد حامداً حزّة هجع الناس، وجُنّ الليل، مع دمعة شكر.

ثمة حب يمكن أن تفرقه على الناس الطيبين، تحاول بما تقدر، وما لا تقدر، أن توزعه على الشريف والصادق والأمين والصابر والمتعفف، هم كثر، ومواطن خيرهم وفعلهم كثيرة، فلا هم ينتهون من الدنيا، ولا حامل مثل هذا الحب يمل أو يكل. ثمة حب تريد أن تعطيه للأخ، فيفوز به الصديق، ذلك الذي يشبه الأخ الذي لم تلده أمك، ميزة هذا الحب أنه يخفف الثقل ويلغي الهم، يقيل عثرة القدم، ويعضد يمناك، وحين تريده أن يجعل من فرحك صهيلاً، تجده هناك. ثمة حب لا شفاء منه، هو خير في مبتدئه، وربما شر في منتهاه، إن تمكن، وتسيد، ولَم يغالب الأهواء، ولا حب التملك والاشتهاء، هذا الحب هو حب النفس، يمكن أن يجعل من النفس سلطانة متوجة، مترفعة، متعففة، وإن طغى هذا الحب عليها أفسد ما فيها من منبت، وأحرق جذورها، وأحرقها. ثمة حب مطلق، هائم، فضاؤه المعرفة، ونبش الأسئلة، مرة يتعلق في نور السموات، ومرة في الحياة، وزهو ألوانها، ومرة يريد أن يتبع الصمت، كدرويش سابح في ظلاله، بعيداً عن ضلاله، ومرات نجده في الخلاص، ومرات يغافلنا، ويكون لابِدّاً لنا في المنعطفات، لا يدعنا نمر سراعاً، ولا جزافاً قبل أن يطمئن على الخير فينا، ومرات كثيرة، نريد أن نقبض عليه فيفرّ من خلل الأصابع، كماء منثور، هذا الحب هو المبتغى، وهو المتلمس في رحلة الإنسان المليئة بالحب، تلك الكلمة الجامعة، المانعة، والتي لا تقبل الجمع، لكنها توزع من أشيائها علينا، لتعيننا على المسير في هذا العمر القصير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في معاني الحب 2 في معاني الحب 2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates