ذكريات كروية 2

ذكريات كروية -2-

ذكريات كروية -2-

 صوت الإمارات -

ذكريات كروية 2

بقلم : ناصر الظاهري

تلك الصورة لذلك الفريق البائس التقطت قبل تأسيس نادي العين، ونادي عُمان بسنوات، بقي منها لاعب الوسط أكمل دراسته في أميركا، وعاد لا يعرف أحداً منا، ربما يشتغل في شركة بترولية الآن، له أصدقاء جدد يرطنون الإنجليزية بطريقة غير التي علمّنا إياها الأستاذ محمود في المدرسة الإعدادية، يقال إن أولاده لا يشبهون سحنة أولاد العين، حتى أن جدتهم حين تراهم تضحك من حلاقة رؤوسهم، وتقول: إنهم لا يعرفون «السنع ولا المنقود».

أما مساعدا الوسط، فأحدهما مات مبكراً بسيارته النيسان 240 الجديدة، أما الآخر فقد انضم إلى جماعة الدعوة الإسلامية، وأسس أسرة كبيرة وتزوج امرأتين، إحداهما هندية، رقم 8 في الفريق انحرف مبكراً، وعرف السجن أكثر من مرة، يقال عنه إنه كان يشرب كحوليات رخيصة «أم قرون - كليوباترا»، ويدخن شيئاً شبيهاً بالبعر في رأس «غرشة» مكسورة، معظمنا لا يعرف متى يدخل هناك، ومتى يخرج من هناك، «وينك» اليسار أصبح موظفاً لكن يبدو أنه كئيب وغير راضٍ عن موقعه الجديد، لكنه يهرب من البيت للعمل مضطراً، لكي لا يطول مكثه اليومي في البيت مع الذئبة التي لا ينفع معها لا هجوم ولا دفاع، كما أنه يحرص على متابعة معظم مباريات الدوري من خلال المدرجات، لقد حاول أن يكون لاعباً أساسياً ضمن فرق أندية الدرجة الأولى، لكن موهبته ومهاراته لم تسعفه حتى أن يكون إدارياً ناجحاً، كان عذره الوحيد أنه لا يستطيع اللعب بالأحذية «الأديداس» الجديدة، الجناح الآخر الذي كان يميل للدفاع أكثر من الهجوم، حتى ولو لم يطلب منه أحد ذلك، وأحياناً كان حارساً احتياطياً للطوارئ، فمازال يعارك الحياة، مرة في شركة غير ناجحة، ومرة يقرض الشعر الشعبي غير المقبول، ومرة يورّد خدامات، ومرة أخرى يجرب حظه في المغامرة والمقامرة اللتين يخذلهما التسرّع والحظ أحياناً، وحده رأس الحربة والذي كان يلعب معنا عندما يريد استطاع أن يكون لاعباً ماهراً لفترة طويلة، ووصل إلى صفوف المنتخب، ولو أنه كان ضمن دكة الاحتياطيين لعدة منافسات، هو اليوم أكثر سمنة وترهلاً، أما اللاعب رقم 13 فهو لم يلعب لا في فريق «الفريج»، ولا في الفرق الأخرى، لقد كان متيناً أكثر من اللازم، ولا يوحي للآخرين أن باستطاعته أن يسدّد الكرة أو يتخطاهم بالمحاورة، كان يتعب أكثر من اللاعبين، ويشرب نصف «فلاص الشربت»، وهو جالس يشاهد الأهداف التي تدخل علينا، هو اليوم ناجح في الحياة، مقاول بناء، وصاحب حملة للحج والعمرة، ولديه مدرسة لتعليم السواقة، وكافل خياط و«دوبي»، ومحل طباعة ونسخ عند مبنى الجوازات، ومغسلة سيارات في الصناعية، ولديه بيت شعبي مقطّع ومؤجر.
تلك كانت سيرة أولئك اللاعبين الصغار الذين زيّنوا تلك الصورة بالأبيض والأسود الباهتة، بملابسهم الرخيصة غير المتناسقة التي ابتاعوها من دكان «رمضون»، والتقطها لهم مصور «استوديو ساحل عُمان»!

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات كروية 2 ذكريات كروية 2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates