حبالها خوص 2

"حبالها خوص" -2

"حبالها خوص" -2

 صوت الإمارات -

حبالها خوص 2

بقلم : ناصر الظاهري

ستعرف تلك الآدمية أنه يمكن أن يبيع أي شيء، ومرتبط بعلاقات مع مهمين، اكتشفت ذلك من عادته حينما يكلمهم بنقّاله «مصاصرة»، فلا تعرف كلامه الهمس ذلك، لكي لا يخدش طبلات آذانهم أو لكي يوحي للآخرين بأهمية المستمع على الطرف الآخر، أحياناً تشك أنه يحادث الهواء، وإن أظهر بعض الاحترام المتصنع، فقد كان يستخدمها المسكينة في إحدى صفقاته الخاسرة دون أن تفهم، لكنها يمكن أن تميز عيون الرجال الفحول دون أن تشك في البداية في نوايا بطلها رجل العقارات و«البزنس» الذي لم تظهر نتائجه الاقتصادية المتحققة في حياتهما، إضافة لتأخره كثيراً في مواعيدها التي كانت تأتي إليها متلهفة، كأي أجنبية مخلصة، غير أن لحظة الفراق كانت حين كذب عليها مرتين، ولم يعد يتذكر كيف كانت تسير القصص حينها.

طبعاً صاحب «حبالها خوص» سينتقل لأخرى، دون مبالاة، لأنه شعر أنها ترقد على بعض مدخرات، أوحت له من خلال تلك الملابس التي تحمل علامة«مفتاحين متخالفين» وأخرى تحمل حرفين أجنبيين، وصرفها غير المحسوب على الطاولة الخضراء المخملية، هذه كان مستحيل أن يعترف لها بأنه لم يزر «نيس» أو «موناكو»، أو لم يعرف «الريفيرا» الإيطالية في حياته، خاصة حينما يستل صلب «سيكار» من باطن جيب معطفه، لا يمكن أن تتبين طراوته بعد أن يبلله من شراب باق في قعر كأسه.

الشيء الوحيد الذي يصعب عليه الاعتراف به، أنه على صلة، وعلاقة وثيقة، مع أكثر من أرملة، وأنه تخصص حزانى.. باكيات في أسبوعهن الأول، من أولئك اللاتي يتركن طرف قميصهن أدلع بتعمد مقصود، لكي يعوض أي رجل مكان المرحوم.

لا تعرف كيف تسير حياته الصعبة، فمهنته تلك تحتاج لتفكير عميق، وحسابات لم يكن فيها من الفالحين، ولأنه لا يحب أن يحسب، تجده كريماً في بداية الصيد، ثم يتراجع، إما بتعذره أنه نسي المحفظة في البدلة «الأرماني» أو أن بطاقته التي وصلت حدها الائتماني منذ مدة، المغنطة فيها لا تعمل كما يجب، ولا يدري السبب، وسيحادث موظفة «النخبة» في البنك والتي لا تتقن عملها.

عدو صاحب «حبالها خوص» الشابات اللاتي يعشقن الأغاني العاطفية، واللاتي يبكين بشجن في آخر الأفلام، واللاتي يحببن أن يؤسسن عائلة صغيرة، بتمنيهن دائماً ابناً يشبهه في وسامته، ساعتها يصيبه الاكتئاب على غير عادته، ويشعر بضيق في قميصه الفضفاض، والذي اشترته له واحدة منهن بعيد ميلاده الذي يحتفل به عادة كل شهرين، كمدخل لنصب جديد.

صاحبنا اشتغل مرشداً سياحياً مرة، حين تطلب منه الموقف ذلك، واشتغل مترجماً للغات لا يتقنها بثقة، هي فقط تلك الكلمات السياحية، والجاهزة من تلك الكتب التي تقول: «تعلم الألمانية في خمسة أيام، وبدون معلم»! نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبالها خوص 2 حبالها خوص 2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 13:33 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

مقتل صحافية أميركية وأمها السورية في تركيا

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 07:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرغب في تخطي عقبة مضيفه باريس سان جيرمان الأربعاء

GMT 21:53 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

فائدة النعناع لعلاج احتقان الانف والتهابات

GMT 00:26 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

توقيف زوج الفنانة نانسي عجرم بعد قتله لصا مسلحا

GMT 06:46 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

غسل الشعر بواسطة البلسم فقط

GMT 15:28 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

الفساتين الصيفية" لإطلالة شاطئ مشرقة وأنيقة"

GMT 06:03 2014 الثلاثاء ,19 آب / أغسطس

افتتاح معرض كاريكاتير "نرسم لغزة" في رام الله

GMT 05:42 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحذية المدببة تتربع على عرش موضة الربيع لموسم 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates