وعاد خير جليس

وعاد خير جليس

وعاد خير جليس

 صوت الإمارات -

وعاد خير جليس

بقلم : ناصر الظاهري

كعادة سنوية تفرح بها العاصمة، وتبتهج بعرسها الثقافي الجميل، ذاك الذي يضيء سماءها بوهج الحرف وجلال الكلم، هو ذاك الحضور السنوي للكتاب، ومنذ ما يقارب الثلاثين عاماً ويزيد، حين كانت الفكرة النبيلة لا تزال بذراً لسنبلة شهدناها تكبر بِنَا ومعنا، حينما كان المعرض خيمة في العراء، لكنه كان دافئاً كقلب أم لا تتعب من الحب.

هو حضور آخر لأرباب القلم حين يتوافدون زرافات وفرادى على زاويا الأمكنة، ومناطق الدفء في أبوظبي، يأتون محملين بجميل أفكارهم ونيّر آرائهم، وحاملين في حقائبهم ذلك الود القديم، والحب الذي يتجدد للناس ولهذا البلد.

مشاريع معارض الكتب التي تستضيفها بعض العواصم العربية، هي ظاهرة خير، وعلامة صحو في هذه الأيام المدلهمة بالخطب وجليل مستعصيات الأمور، حتى أننا نكاد في عالمنا العربي نفتقد أي بشارة صبح، وأي بارقة أمل، ولا يبدد تلك الظلمات إلا الأسفار، وما طرس فيها من مداد المعرفة، ونور الحكمة، والإيمان حبت يتجلى بالبرهان والسلطان، ومحاججة الآخر، ومعونته على قول فكره، لا استقصاء، ولا حجر، ولا إلغاء لثقافات الآخرين، فالناس أسوياء ومتساوون لا دين ولا لون ولا عرق يفرِّق، تبقى إنسانية الإنسان هي الرهان الحضاري لكل الأشياء، فالمجتمعات لا تقوى على النهوض من عثراتها إلا بالعلم والعمل، وخير العمل ما قام على العلم، وخير حافظ للعلم الكتاب، وإن تعددت أوجهه، وتنوعت مساربه، منذ الكتابة على جدران الكهوف والحجر والعظم والرقيم والجلود والخشب وما أنتجت النخلة من حطب إلى أن جاء القرطاس وتسيّد، وجاءت معه الطباعة بمختلف أطوارها وتسيّدت، واليوم يتراجع الكتاب الورقي قليلاً لصالح الشاشات وما يمكن أن تخزن الحواسيب الرقمية، مختصرة الوقت والجهد والحيز، غير أن للكتاب تلك القدسية التي ستظل معه، وسيحافظ عليها بتطوير أدواته وشكله، ويمكنه أن يجاري الكتاب الرقمي، لكن لن يتماهى فيه.

للقادمين من الناشرين هنا ألف تحية حولية تتجدد، وللكتّاب المشاركين على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب كل السلام والود ورحابة الصدر، ولعشاق تلك الرائحة شبه الترابية والتي تأتي مع الكتاب الجديد كشيء من عبق الثرى حين يجسه نف المطر، كل الهلا، والرحب، فالمعرض ميدانكم، والكتب هي متاع العقل والقلب، وبصيرة تأتي مع حروف المعرفة والنور، وبصر ينير لنا الدروب المظلمة، والدروب الظالمة بالجهل، وبالرجعية وبالذين يريدون أن يغتالوا حلمنا، وحبنا للحياة، وفرحنا بها حين تكون ملونة بالخير والحق والجمال.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وعاد خير جليس وعاد خير جليس



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates