بقلم : ناصر الظاهري
هناك مصطلحات، وعبارات عمل تختلف عن عبارات الشارع، وما نتحدث به في البيت، فالتماس اليومي مع الزبائن والمتعاملين والجمهور يحتاج لمقال مختلف، ويحتاج لباقة، وسعة صدر، وطول بال، ومن قواعد العمل التجاري القديمة أن الزبون دائماً على حق، لذا على الإخوة والأخوات من الموظفين الجدد، والذين يحبون أن يكونوا «أميركاني» على الطريقة السينمائية «سبور ولديه حس الدعابة» مراعاة ذلك، ومراعاة تلك الفرقية بين حديث الشارع، وحديث سوق العمل، وكذلك على المؤسسات العاملة في السوق أن تقدم الدورات التدريبية اللازمة للمنتسبين لها قبل الانخراط في العمل، وتعليمهم لغة التعامل، ومفردات التعاطي مع مختلف الناس بفئاتهم الكثيرة، خاصة الجهات التي لها صلة مباشرة في التعامل مع الجمهور والزبائن، فليس كل الزبائن لهم ذلك الخاطر في الإجابة عن مستوى درجة الرضا التي تأتي بعد انقضاء تلك المكالمة المطولة، وعدم انقضاء الحاجة وتعثرها، فلا يحسب حساب رجع الصدى، واهتمام الدائرة به، وأنها يمكن أن تقوّم أداء منتسبيها، لذا لا يمكن أن نتقبل من موظفة بنك تلك العبارة التي تصلح في التخاطب مع عمتها أو ربيعاتها على «سناب شات»: «وييه.. سهيت ونسيت، خذ الله أبليس»، «شو هي مركبة قدر على الضو، وسهت بحديثها مع ربيعتها، وإلا تتعامل مع رجل أعمال حديثه بالدولار واليورو، وشركات قابضة، وسي أو، ومن هالخريط»! موظفة شركة طيران تتنازل وتتقبل مكالمتك التي ظلت الشركة تعزف لك ذلك اللحن الجنائزي وأجبرتك على الاستماع له بعد أوامر، أضرب الرقم واحد، أضغط على رقم ثلاثة، خياراتك عير متوفرة، عاود الاتصال من جديد أو تحدث لمأمور البدالة، وكأن حديث تلك الموظفة عليه ضريبة القيمة المضافة، وأول استهلالتها: «ليش ما زرت موقعنا الإلكتروني»؟ شو تقول لها: إن موقع «البنتاجون» أسهل من موقعكم البائس، بعدها تصك أذنيك بعبارات هي أقرب للمشافهة بينها وبين خالتها: «ما عندنا.. ريض شويه، بتخبرّ لك»، قصورها تقول لك: «شو كاضنك تسافر في هالبرد، وإلا دوّر على شركة أرخص، وانبحص»!
موظف يتميلح، ويريد أن يكون «سبورت»، فيقوم يلين، ويتعصر، ويخاطب متعاملة لها وجه صبوح: «الغالية اسمحي لي شويه.. فألك طيب، حاضرين، تمّ على هالخشم، أنا أقول لو يطلب رقمها أو يشخطها برقمه المميز أو يقوم يحبّها على رأسها، ويتشيّمها جان بتظهر وياه»!
مصطلحات سوق العمل، ومهارات التعامل مع الزبائن مسألة لا يستهان بها، ولغة خاصة على الموظفين أن يتقنوها، والمثل الصيني يقول: «إن كنت لا تعرف أن تبتسم فلا تفتح دكاناً»!
نقلا عن الاتحاد