بقلم - ناصر الظاهري
«أكدت دراسة أجنبية بالتأكيد، لأن العرب مش فاضيين للدراسات وتقويم البحوث والاستقصاءات، تلقاهم يدابكون ويشالون ويمارون على الفاضي، الدراسة الأجنبية تقول: إن الرجال يكذبون مائتي مرة مقارنة بالنساء، يعني البعض من الرجال يمكن يهلّ اللي في رأسه، ويمكن يمزر إثبانك، ويمكن يمرط اللي وراءك ودونك، ويخليك فاك نطعك، وأنت مصدق، لكن كنّ فطين له، فحديثه الناعم لك عليه، خذّ منه الربع والباقي كله «كوس وموح»، المشكلة كذبة الرجل كبر حصاة الجبل، ومرات ودّك تصدق، بس ما تقدر من كبرها، تشوفها عوده، وما تنراز، لكن بعد بصراحة.. الكثير من الرجال بعد ما صدقوا هالدراسة التي عدوها متحيزة، ويمكن المشرفات على بياناتها وتقصي محتوياتها من صنف المطلقات اللاتي قاسين الويل من الرجال وكذبهم، لأن النساء بعد ما يقصرن، ولا بيتسلفن الكذب، تلقاهن يظهرّنه إلا من المخبأ، وبعضهن يمكن تتخرطف إن مشت عشر خطوات، وما لاصت كم كذبة على ربيعتها أو زميلتها في العمل، خاصة اللي ما تحبهن، وهن كثر، واللي تغار منهن وهن كثر، واللي تصبح تدعي عليهن، وهن كثر، لكن ما يميز الكذبة النسائية أنها خفيفة مثل النسمة الباردة، ولا تضر أحداً، يعني أقصاها.. أقصاها، تسألها زميلتها بكم اشتريت الشنطة الحلوة هذه اللي تهبل؟ فيرتفع سعرها عندها وفي عينها مقارنة بسعر السوق ثلاثة أضعاف، وإن سألتها عن المحل الذي اشترتها منه، ستكلف زميلتها سعر رحلة إلى باريس، والمحل خلف شارع حمدان، وإن طلبت منها أن توصي أحداً من معارفها مسافر فرنسا، ويمكن أن يشتري لها نفس الشنطة، ونفس اللون، بتتعذر بمظاهرات السترات الصفراء، وأن لون شنطتها بالذات خلص، لأنها اشترت آخر وحدة، ويمكن يطلع عليها الفجر، وهي تودي وتجيب في زميلتها لين تخليها تعاف ماركة هذه الشنطة، ويمكن تحلف ما تسألها مرة أخرى، يمكن أن نعد كذبة النساء بيضاء، ملساء، وكلها أعذار عن تأخر على الدوام، وأن عيالها مشيبين رأسها، وأنها تسوي ريجيم من أربع أسابيع، وهي طاحنة أول أمس نص قدر عيش، وخاطفة على نص دلة شاي كرك، ومتطاعمه من كيك عيالها، لكن كذبة الرجل تهدّ العريش بعد، خاصة التي تخص البطولات الماضية، وشجاعة آخر الليل، وإذا كانت هناك ضرابة واشترك فيها، بيظهر نفسه «دارمندر» وإلا «دراسنغ»، لكن ما كان ينقص تلك الدراسة في نظري هو أنه صحيح أن الرجال يكذبون مئتي مرة أكثر من النساء، لكن جل كذبهم على النساء، ومن أجل النساء»!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن صحيفة الأتحاد