رئة المدن

رئة المدن

رئة المدن

 صوت الإمارات -

رئة المدن

ناصر الظاهري

لاشيء مثل الأماكن الثقافية والفنية تعطي للمدن صحتها وعافيتها، وتجعلها تتنفس برئة سليمة، وتدب الحياة فيها، وتسر الناس، وتفرح قلوبهم، دائماً حول الأماكن تلك، شيء من التاريخ، ومقاومة المدن، ورائحة للزمان، وثمة حكايات لا تنتهي بدأها الأولون، ولم يختمها الآخرون، تنتح من عرق يومهم وتعبهم، وتنثال كما هي أحلامهم وأمانيهم. في تلك الأماكن المعبقة بالأحبار، وقصب الأقلام، وطينة الورق، ومداد الوراقين، من خلالها، ومنها، وحولها مرّ مبدعون، وكتّاب وشعراء، وفنانون أضفوا على المكان من جلال حضورهم، وتبصرة معرفتهم، طيب محبتهم للناس والأوطان، أماكن للثقافة والفنون، أماكن خضراء معشبة دوما، ومثمرة أبداً، تموت المدن إن اغتيلت تلك الأماكن بالغزو العمراني، وبوحشية المباني العوالي، وإن تعالت عليها مطاعم الأكل السريع أو نبذتها «بوتيكات» الملابس الجاهزة، أماكن للثقافة والفنون، عادة ما تختصر هي المدن، وتقدم نفسها عنها، فتلقى محبة الغريب والعابر والزائر والمقيم، تذهب إلى فيينا فتجدها، شارع المتنبي في بغداد، وفي دمشق تجدها، في باريس هي مسك المدينة وطيبها ونورها، ليلها ونهارها، لندن لا تخلو منها، القاهرة يمكن أن تنبثق لك من خلف جدار قديم، أو من بين مبنى عريق، وآخر عتيق، حتى نيويورك المدينة المتعالية، تركعها تلك الأماكن، حيث لا دفء إلا بها، ومنها، في إيطاليا يمكنها أن تسحبك تلك الأماكن من الشارع البعيد، ولا تجعلك تعبر دون أن تلقي التحية، ودون أن تتوقف لتطلق تلك الآه، وتلك الدهشة، إسبانيا قوامها تلك الأماكن، روحها الهائمة منذ القدم، وأزلية الزمن، وأين ما تولي وجهك شرقا وغربا، فثمة منها، ومثلها.
بالأمس شهدت فرحا مبتهجا انطلاقة حركة تثقيفية، وبادرة تنويرية، هي بداية العد التنازلي لافتتاح مكتبة الشيخ محمد بن راشد، بميزانية مليار درهم، وعلى مساحة مليون قدم مربعة، وتضم أربعة ملايين ونصف المليون كتاب مقروء، ومسموع، وإلكتروني، وستخدم اللغة العربية والحفاظ عليها والمساهمة في انتشارها، وتقديم جوائز سنوية خاصة بها بمليونين وأربعمائة درهم، وهذا قليل من كثير لما ستقدمه هذه المكتبة للقارئ الصغير والكبير والباحث والدارس ورجل الأعمال، وترجمة خمسة وعشرين ألف كتاب من اللغات العالمية للعربية، وإنشاء معجم الشيخ محمد للغة العربية المعاصرة.
مكتبة الشيخ محمد ودار الأوبرا هما من الأماكن الثقافية والفنية التي ستجعل من رئة دبي بأتم العافية، وستمنحها بعداً حضارياً وثقافياً جديداً.. يليق بها، وبفارسها الجميل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئة المدن رئة المدن



GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

لحظة تأمل

GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

حرب الجنرال الغائب

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

كِتاب غزة

GMT 04:29 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

الحرب الثالثة ماذا بعدُ؟

GMT 04:29 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

«أوديب».. وقد غادر الطائرة

GMT 04:25 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

وزراء كانوا هنا

GMT 04:24 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

القرار الخاطئ

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates