أحمد الحوري
هذا ما فعله نجوم الأهلي وهذا ما يجب أن يفعله كل من يريد تحقيق ذاته قبل تحقيق انتصاراته، الفرسان كسبوا الرهان، فعندما صعبت المهمة، وبات الخروج من المحفل الآسيوي هو الأقرب بل هو القدر المحتوم، كان لأحمد خليل وزملائه رأي آخر، فقلبوا كل التوقعات لمصلحتهم وتأهلوا إلى دور الـ16 لأول مرة في تاريخ مشاركاتهم في دوري أبطال آسيا لكرة القدم، هكذا هي الخيل الأصيلة التي تأتي من الخلف لتسبق الجميع.
الأهلي حقق في هذه المشاركة ما لم يحققه في مشاركاته السابقة، حيث كان في المرات السابقة، وخاصة في الموسم الماضي، يدخل التحدي وهو ضمن قائمة المرشحين لتجاوز دور المجموعات، لكنه يخفق مبكراً ويخرج من الصراع بخفي حنين، أما في النسخة الحالية فلم تكن البداية بقدر الطموحات، وسط الكثير من التراجعات والتعثرات محلياً، ما كان له انعكاسات سلبية على المشاركة الخارجية في الجولات الأولى، ولكن صحوة الفرسان لم تخيب الظن، ولم تقض على الأحلام الآسيوية، وتمسك الأهلي بالفرصة الواحدة التي أوصلته إلى الدور المقبل خلف المتصدر الأهلي السعودي.
الآن وقد تم تحقيق خطوة مهمة يجب استثمارها الاستثمار الصحيح، ويجب كذلك إدراك أن الخطوات المقبلة أكثر أهمية، وأيضاً أكثر صعوبة.
على الأهلاوية وفي مقدمتهم اللاعبون، استخلاص العبر من التجارب السابقة التي مرت بها بعض المنتخبات والأندية، وخاصة المنتخب الإيطالي في بطولات العالم، ففيها من الدروس ما يمكن الاستفادة منه، ومعرفة كيف يمكن النهوض من التعثر إلى تحقيق إنجاز كبير. الأهلي سيكون أكثر تركيزاً في المرحلة المقبلة التي لا أعلم حتى كتابة هذه الزاوية ما إذا كانت ستضع ممثلي الكرة الإماراتية العين والأهلي وجهاً لوجه، فالمواجهة بينهما تعني أننا سنخسر فريقاً إماراتياً في دور الثمانية، ولكن أيضاً في جانبها الإيجابي ستضمن كذلك وصول فريق يمثل الدولة في ذلك الدور، بلا شك جميعنا نتمنى أن يكون الأهلي والعين في دور الثمانية، حتى تجمعهما القرعة في مرحلة متقدمة من المسابقة، ولكن إذا ما أصبح الأمر محتماً والمواجهة الإماراتية الخالصة قادمة لا محالة، فنريدها أن تكون مواجهة تعكس تطور الكرة الإماراتية أياً كانت النتيجة وأياً كان الفائز.
صافرة أخيرة..
Ⅶ أحمد خليل.. حالة خاصة وغريبة في كرة الإمارات، فهذا الهداف لايزال يفرض على جماهيره حالة من التناقض والغموض، سواء مع المنتخب أو الأهلي، فمن حالة الابتعاد نهائياً عن التهديف وتهديد شباك الخصوم لفترات ليست بالقصيرة، إلى هداف يقود فريقه إلى الدور الثاني في أصعب المواقف واللحظات.. فعلاً الأمر ليس أن تسجل، بل متى تسجل وهنا اللمسة التي تظل باقية.