بقلم : أحمد الحوري
عندما تزخر الساحة الكروية بالنجوم، ويكثر المتألقون، تتفرق الإشادات ويتوزع الإطراء، ولا تتركز العيون على مشهد واحد بل تكون الأنظار حائرة بين هذا وذاك، وثالث ورابع. أما عندما تكون الأمور على شاكلة الحرب الباردة، والعالم ثنائي الأقطاب فلا حديث إلا عن أميركا والاتحاد السوفيتي، فتكون التحليلات منصبة على هاتين القوتين العظميين.
وفي العالم الكروي أصبح الحديث في السنوات القليلة الماضية منصباً على القطبين الوحيدين، ميسي ورونالدو، أو رونالدو وميسي، حسب ميول أطراف الحديث، وتشجيعهما للبرسا أو الريال، أو العكس. اللاعبان سيطرا على عقول وقلوب غالبية مشجعي الكرة في العالم، وبات الإعلام مسلطاً بكل وسائله على النجمين، في المستطيل الأخضر وخارجه.
هما المهيمنان على كافة التحليلات الفنية، كل الأرقام القياسية باتت من نصيبهما، يتناوبان على جائزة الأفضل عالمياً، سيطرة مطلقة كأنهما في كوكب وبقية اللاعبين في كوكب آخر، حتى إن البعض أشار إلى أن هناك نجوماً ظلموا في ظل امبراطورية »رونالدميسية«.
فبعد أيام قليلة فقط من التهليل بالهدف الـ»500« لميسي مع برشلونة في كل المسابقات، جاء رونالدو ليضع بصمته الخاصة أيضاً، وينال كل الإشادات بأرقام جديدة وغير مسبوقة، بعد أن قاد الريال لفوز على أتليتيكو بثلاثية ، قربت المرينغي من النهائي 15 في أبطال أوروبا، الأمر الذي دفع صحيفة »سبورت« الكاتالونية إلى إطلاق «مانشيت» عريض : »رونالدو أخرج أتليتيكو بالضربة القاضية« وهو عنوان غير محبب من أبناء كاتالونيا، نظراً للمنافسة الساخنة بين الريال وبرشلونة.
»الدون« لم يكتفِ بهز شباك الجار فقط، بل جعل تلك الليلة كليلة تساقط الأرقام القياسية، حيث سجل هدفه الـ400 مع الريال وهدفه 103 في مسابقة الأبطال، إضافة إلى أنه بات اللاعب الوحيد الذي سجل 14 هدفاً في نصف النهائي في المسابقة الأوروبية، متفوقاً على نجم الريال التاريخي دي ستيفانو الذي احتفظ بالرقم القياسي السابق لسنوات طويلة مسجلاً 11 هدفاً.
النجم البرتغالي في الليلة المدريدية كتب اسمه كأول لاعب يسجل »دبل هاتريك« في المرحلة الإقصائية وفي مباراتين متتاليتين لأبطال أوروبا، كما دون التاريخ أن رونالدو هو ثاني لاعب يسجل هاتريك في نصف النهائي وفي سجل غير مسبوق استطاع أن يهز الشباك في ثمان مناسبات ضمن آخر 12 محاولة على المرمى، كما أنه أول لاعب يزور شباك المنافسين 50 مرة في الأدوار الإقصائية خلال تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال.
صافرة أخيرة..
أرقام تتساقط، في وقت كان البعض يشير إلى أن »الدون« اقترب من الاعتزال، وأن بريقه قد أفل، ولكن الأرقام لا تكذب.