بقلم : أحمد الحوري
دييغو أرماندو مارادونا.. الأسطورة الأرجنتينية العالمية في الدولة مجدداً، وهذه المرة في مصاف الدرجة الأولى، وضمن فريق الفجيرة بإدارته الجديدة، وبشعاره الجديد، مارادونا يدرب مجدداً، ويخوض تجربته الثانية محلياً، خبر طيَّرته وكالات الأنباء العالمية، ونقلته مختلف الصحف ووسائل الإعلام في قارات المعمورة، كيف لا وهو أحد أبرز من أنجبتهم الكرة المستديرة كلاعب وليس كمدرب، ومع هذا يبقى ملء السمع والبصر، حتى وإن كانت تجاربه التدريبية المعدودة لا ترتقي أبداً إلى مستواه في مداعبة الكرة سابقاً وحالياً.
الترويج العالمي أول ثمار خطوة التعاقد مع مارادونا، وهذا من وجهة نظري، قبل الدخول في المنظور الفني، نجاح منقطع النظير يحسب لرئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة ناصر اليمَّاحي الذي عاد إلى كرة القدم الإماراتية من باب واسع، وهو يقدم مارادونا كمدرب لفريق الذئاب، بدعم كبير من الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس النادي، المعروف عنه تشجيعه للأفكار الترويجية وللصفقات المدوية، فمن منَّا لا يتذكر الصفقة التعاقدية مع النجم فالديفيا قبل موسمين، عندما لعب الفجيرة في دوري المحترفين لأول مرة، وكانت حديث الساحة الكروية آنذاك لسببين، أولهما اسم فالديفيا وموقعه بين نجوم القارة اللاتينية، وثانيهما تعثُّر الصفقة بعد ثلاثة أيام لاختلاف وجهات النظر حول بنود العقد.
وكذلك حظي التعاقد مع سبيت خاطر، نجم منتخبنا الوطني ونادي العين السابق، بالكثير من المتابعة وقتها، رغم أن سبيت لم تطأ قدماه أرض استاد الفجيرة، ليتحول هذا العقد إلى مسلسل طويل في لجان اتحاد كرة القدم، لم ينتهِ إلا في الفترة القريبة الماضية، ويعود الفجيرة إلى مصاف أندية الدرجة الأولى ويعجز عن العودة إلى دوري المحترفين في الموسم المنصرم، بعد حلوله رابعاً، ما أدى إلى تغيير مجلس إدارة النادي، وقدوم إدارة اليماحي بهذا الزخم الذي نراه بصفقة عالمية مدوية عنوانها مارادونا.
وهنا وبعد عودة مارادونا مجدداً إلى الكرة الإماراتية عبر بوابة الفجيرة، تقفز إلى الذهن العديد من التساؤلات، منها ما يتعلق بالنجم الأرجنتيني، ومنها ما يتعلق بفريق الذئاب، هل باستطاعة إدارة النادي كبح جماح مارادونا وشطحاته؟ سواء مع الجمهور أو الحكام، هل في مقدرة مارادونا نفسه أن يقدم عملاً جاداً مع فريقه الجديد، إذا أصر على البقاء في منزله بدبي، وقطع المسافة بينها وبين مقر ناديه ذهاباً وإياباً بشكل يومي؟ هل تستطيع إدارة الفجيرة توفير متطلبات مارادونا من حيث نوعية اللاعبين، والكلفة المادية لهذه المتطلبات؟ ويبقى السؤال الأهم هل وجود مارادونا كافٍ للعودة إلى دوري المحترفين؟
صافرة أخيرة
٭ مارادونا يبقى ذلك الاسم الذي إذا استثمرته حققت النجاح كروياً وسياحياً، ولكن كيف؟