بقلم : أحمد الحوري
نعم.. انظر إلى الصورة، وتمعن فيها ستعرف حقيقة هذا النجاح، وأسبابه، ستعرف لماذا حقق اتحاد الإمارات للجوجيتسو هذه الطفرة غير المسبوقة في رياضة الإمارات، ستعرف لماذا إنجازات هذه اللعبة في زيادة من عام إلى آخر، من خلال هذه الصورة ستصل إلى إجابات للكثير من الأسئلة التي تتردد في ساحتنا الرياضية، صورة تكشف لماذا نجحت لعبة الجوجيستو وفشلت غيرها من الألعاب؟
لاحظ المتفحصون وأولئك الذين يقرؤون ما بين السطور، وتوقفوا عند الصور التي نشرتها الملاحق الرياضية يوم أمس لمراسم استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نجوم منتخباتنا الوطنية للجوجيتسو المتوجين بألقاب بطولة أبوظبي العالمية التي اختتمت قبل يومين، فبخلاف الصور الأبوية التي جاءت مفعمة بالمشاعر العفوية، بين سموه واللاعبين واللاعبات من مختلف الأعمار، لاحظوا في إحدى الصور التي جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمجلس إدارة اللعبة والعاملين فيه، وقوف عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحاد في طرف الصف الأول وبعيداً تماماً عن مركز الصورة، مع أننا تعودنا من رؤساء الاتحادات الأخرى أن يكونوا هم أبطال مثل هذه الصور الفخمة، لكن الهاشمي وكعادته في مثل هذه المواقف، ومن مبدأ الإيثار الذي تعودناه من رجالات اتحاد الجوجيتسو، قدم بقية الأعضاء والعاملين وجعلهم يحظون بهذه الصورة مع «بوخالد» الداعم الأول لرياضة الجوجيتسو.
مثل هذه الصورة هي التي تكشف طريقة عمل اتحاد الجوجيتسو وطريقة تعامل الرئيس بالمرؤوس، والعلاقة بين الأعضاء وبقية العاملين، وكيفية تسيير العمل، الإيثار، وتغليب الصالح العام على الخاص، إنها الخلطة التي قادت اللعبة إلى تبوؤ المكانة التي وصلت إليها بين الاتحادات الأخرى، أما من يدعي أن النجاحات والإنجازات التي سجلتها اللعبة لم تتحقق وينسبها فقط إلى الدعم المعنوي من قبل القيادة، نقول لهم إن قيادتنا الرشيدة قدمت الدعم المادي والمعنوي، ولسنوات طويلة سابقة، لمختلف الألعاب والرياضات بل إن هناك اتحادات تحظى بدعم مالي يفوق ما يحصل عليه اتحاد الجوجيتسو، وكرة القدم خير مثال، لكنها عجزت طوال سنوات طويلة أن تصل إلى بعض مما وصلت إليه لعبة «الفن المرن»، فالفكر السليم أهم من المال، والتخطيط الصحيح يغني عن الملايين المهدرة في ظل العشوائية التي يعيشها بعضهم.
صافرة أخيرة..
عندما تقدم على إيقاف أحد كبار نجوم المنتخب قبل بطولة عالمية أو قارية، كقرار تربوي، دون النظر إلى إمكانية ضياع ميدالية أو لقب، هنا تكشف ما هي أهدافك وما هي الرسالة التي تحب أن توجهها للجميع.. انظر وقارن وستعرف الفرق.