بقلم : أحمد الحوري
لا أعلم من توج بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة السلة، ولا أعلم هل واصل الأهلي سيطرته المطلقة على بطولات الموسم، أم استرد الشباب عافيته وثأر من خسارته الأخيرة أمام الفرسان في نهائي الدوري العام، فكتابة هذه الزاوية كانت قبل معرفة هوية البطل، فكل التهاني والتبريكات للفريق الفائز، وحظاً أوفر للفريق الذي لم يكتب له الحصول على اللقب الغالي.
ولكن طالما أن الشيء بالشيء يذكر، لابد هنا أن نتوقف مرة ثانية عند الأحداث التي شهدتها مباراة الشباب والشارقة في مباراة الدور نصف النهائي لمسابقة كأس رئيس الدولة لكرة السلة، والتي تم إلغاؤها في شوطها الأول، وترتب عليها عقد اجتماعين، الأول للجنة الفنية والثاني لمجلس إدارة الاتحاد وتم اتخاذ قرارات أثارت الشارع الرياضي، وتحدثنا عن هذه القرارات والعقوبات في زاوية سابقة، حيث لم ترق العقوبات، وهي عبارة عن غرامات مالية فقط، متغاضية عن حجم المشاهد المؤسفة من لكم وركل، تابعناها على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، ولم تنته الأمور عند هذا الحد بل تم استكمال الوقت المتبقي من المباراة في اليوم التالي، وأسفرت نتيجة المباراة المستكملة عن فوز الشباب وتأهله للمباراة النهائية ومواجهة الأهلي، أمس.
ردة الفعل على هذه العقوبات المخففة لم نشهدها منذ سنوات طويلة في مجتمع السلة الإماراتية، فنادي الشارقة طالب رسمياً، وفي مؤتمر صحافي، اللواء متقاعد إسماعيل قرقاوي بالتخلي عن رئاسة اتحاد اللعبة وتفرغه لرئاسة الاتحاد العربي، وهو أمر يحدث لأول مرة، لاسيما وأن نادي الشارقة يعد من الأندية ذات ردات الفعل الهادئة، ويمثله في المجلس نائب رئيس الاتحاد، وهو عبداللطيف الفردان، وما ردة الفعل هذه إلا تأكيد على كبر حجم الصدمة لدى النادي من القرارات والعقوبات.
الأمر لم يتوقف عند المؤتمر الصحافي فقط، بل إن عدنان الخيال مشرف كرة السلة بنادي الشارقة، كشف أسراراً غامضة مع الزميلة حصة الرياسي في برنامج «البرلمان الرياضي»، عندما أشار إلى أن حكام اللقاء عقدوا العزم على استبعاد اللاعبين المشاركين في الأحداث ومن ثم إكمال المباراة باللاعبين المتبقين، ووافق الفريق على ذلك، لكن من دون مقدمات تم إلغاء المواجهة، دون تحديد الأسباب، وهو القرار الذي تبرأ منه اتحاد اللعبة.
القانونيون من جانبهم استهجنوا قرار إلغاء المباراة، وكذلك قرار إعادتها بطاقم تحكيمي آخر، مؤكدين أن هذين القرارين جانبهما الصواب، ويمكن للطرف المتضرر الطعن في صعود الفريق المتأهل إلى المباراة النهائية، ناهيك عن التقرير الذي قدمه مراقب المباراة المستقيل محمد الشمري الذي لم يتم النظر إليه، عند اتخاذ العقوبات والقرارات.
لابد من القائمين على لعبة كرة السلة بالدولة الوقوف طويلاً عند ما حصل في الأيام الأربعة الماضية، والاستفادة من الدرس، فهناك أمور لا يمكن التغاضي عنها، فمازالت سلة الإمارات تعاني من قرار إلغاء اللعبة في نادي الوحدة، رغم مرور كل هذه السنوات الطويلة، ولا أعتقد أن أحداً قادر على توقع أضرار ابتعاد ناد آخر عن القائمة.