بقلم : أحمد الحوري
على فرضية أن اتحاد كرة القدم كان يهدف من جلسات الحوار المجتمعي، إلى إشراك كل المرتبطين بالمنظومة الكروية في واقع ومستقبل اللعبة، وعلى فرضية أن هذه الشراكة لابد أن تخلق جواً من التعاون والثقة بين كل الأطراف، كان لزاماً على جميع الأطراف، وأولها اتحاد الكرة، أن تقدم ما يؤكد أن هذه الثقة متبادلة، وأن تسفر هذه المبادرات عن صفحة جديدة، لا تدع مجالاً للشك في حقيقة التعامل المستقبلي الذي يترجم مثل هذه الأفكار، وتحويلها إلى واقع معاش، بعيداً عن «القيل والقال» والتصيد وتبادل الاتهامات.
وهنا نحن لا نشك للحظة في نية أحد من هذه الأطراف، ولكن ما يحدث من قضية إلى أخرى، ومن حدث إلى غيره، لا يعكس أننا في الطريق الصحيح لتحقيق الصورة الوردية التي نسعى لها، ندخل من شراكة إلى حوار إلى جلسات لكي نحقق المطلوب، لكن على العكس، تزداد وتكبر الرواسب وتتحول إلى معوقات بدلاً من أن تُزال، فيصعب مع الأيام تجاوزها والقفز من فوقها، وحتى الساعة التي أنهي فيها كتابة هذه الزاوية، لم أعرف ما الذي يجعلنا كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام، هناك من يسعى لجرنا إلى الخلف خطوات، بل كيلومترات.
ما أقوله ليس من نسج الخيال، وليست مجرد كلمات أسعى من خلالها للإثارة، كما يتهمنا البعض، بل هو نتاج ما يدور في الساحة، وأقرب مثال يمكن أن أذكره اليوم، جلسة الحوار الأخيرة التي نظمها اتحاد الكرة ودُعيَت لتغطيتها كافة وسائل الإعلام المحلية بلا استثناء، لكن ومن دون مقدمات، مُنعت هذه الوسائل من تغطية الحوار الذي من المفترض أن تكون شريكة فيه، ومن دون سابق إنذار قام المدير الفني للاتحاد بالإشارة إلى ممثلي الجهات الإعلامية بأنهم ليسوا طرفاً في الجلسة، ولا يمكن لهم الحضور، بل الأدهى من ذلك أنه فوجئ بحضور رجال الإعلام، مؤكداً أنه وحسب علمه، ستكون الجلسة مقتصرة على المدربين فقط، لكون أن هناك خططاً واستراتيجيات لا يجب الاطلاع عليها.
أليس هذا أمراً يدعو للقلق على ما يدور في اتحاد الكرة، فإذا كان الرئيس بذاته يدعو إلى حضور الجلسة ويوجه إلى حضور الإعلام فيها ونقلها، كما نقل الجلسة الأولى، لماذا ينبري من داخل الاتحاد من يرفض السماح للإعلاميين بالتغطية، والاكتفاء بالنص الخبري الذي سيأتي من إدارة الإعلام في الاتحاد، وهنا نطرح السؤال المهم، ألا يوجد تنسيق بين إدارات اتحادنا الموقر، خاصة في موضوع لابد فيه من مشاركة أطراف عدة من الاتحاد ومن خارجه؟ والشفافية تحتم أن نعرف ما يدور في هذه الجلسة لا ما تختاره إدارة الإعلام واللجنة الفنية.
صافرة أخيرة..
هذا مثال بسيط أحوله إلى سعادة الرئيس، وإذا كان هناك من يسعى لهدم المعبد على من فيه، فالمهندس قادر على كشفه والإفصاح عنه في أقرب فرصة.. وللحديث بقية.