بقلم : أحمد الحوري
ديربي بر دبي من المواجهات التي ينتظرها جمهور كرة القدم الإماراتية عامة وجماهير النصر والوصل على وجه الخصوص، فمهما ابتعد الفريقان عن المنافسة، ومهما كان موقعهما في جدول الترتيب، لابد أن تكون للمباراة مكانتها من الاهتمام والانتظار لدى أنصار العميد والإمبراطور.
هذه المرة وهذا الموسم، وتحديداً اللقاء المرتقب والمقرر له يوم الخميس المقبل، يأتي وسط ظروف أعطته الكثير من الإثارة قبل صافرة الانطلاقة بأيام عدة، فالوصل متربع على قمة دوري الخليج العربي برصيد 14 نقطة، والنصر برصيد 10 نقاط، أي أنه لا يبتعد سوى بأربع نقاط عن غريمه التقليدي وجاره اللدود، وهذا من شأنه أن يرفع مستوى التحدي إلى أقصى درجاته، ناهيك عن الخلاف الذي طرأ في الأيام القليلة الماضية، بسبب ملعب المباراة وانتقال المواجهة من بردبي إلى برديرة، بطلب نصراوي، واختلاف وجهات النظر حول النسبة التي سيمنحها العميد لجمهورالإمبراطور، وما تلا ذلك من مناوشات وتراشق صعد الخلاف جماهيرياً في وسائل التواصل الاجتماعي، ما ضاعف من أهمية المواجهة المنتظرة، وتحويلها إلى أعلى الصفيح الساخن، لذا من المتوقع أن تكون من أكثر المباريات جماهيرية وحماساً هذا الموسم.
الحضور الجماهيري مطلب كل المهتمين بالشأن الكروي المحلي، وهدف لكل الأندية، فالجماهير عصب كرة القدم وغيرها من الألعاب، فعندما تخوض مباراة تعج بالمشجعين المتحمسين يكون تفاعل اللاعبين مختلفاً وأداؤهم مفعماً بالحماس والشعور بأهمية اللقاء حتى ولو بعيداً عن الألقاب والنهائيات، لذلك يسعى الجميع خاصة طرفا اللقاء إلى الاستفادة من الشحن، الإيجابي طبعاً، لزيادة أعداد المناصرين في المدرجات، الوصل يهمه جداً الاستمرار في الصدارة، ويهمه أكثر الاندافعة الحاصلة من جماهيره لمواصلة هذا الطموح، أما النصر فيضع كل ثقله في هذه المباراة، فهي تعني الكثير معنوياً قبل كل شيء، فحضور محبي اللون الأزرق إلى المدرجات ربما يكون له مفعول السحر ويخرج العميد من وضعيته غير المستقرة، ويصحح الصورة التي انطبعت لدى الكثير من المتابعين والنقاد بأن النصر يكتب على سطر ويترك آخر.
حتى الآن كل ما حدث لا يخرج عن نطاق التنافس الطبيعي بين قطبين كبيرين، حافظا طويلاً على التنافس الثنائي بينهما، وهذا أمر جميل، والمناوشات التي تحصل بين الجماهير ولا تخرج عن نطاق الروح الرياضية والتنافس الشريف، جميلة أيضاً، بشرط ألا تخرج عن سياقاها المنشود، وألا تتحول إلى مهاترات ضارة تفسد اللقاء المقبل، هذا ما نريده وما تريده الإدارتان على ما أعتقد.