محمد الجوكر
تأهل منتخب الصين إلى دور الثمانية الآسيوي بالعلامة الكاملة، حدث كروي جديد في النهائيات القارية، يؤكد أنهم قادمون من الخلف، فهي النتيجة الأبرز في تاريخ الكرة الصينية.
وعلى النقيض صبت الجماهير السعودية والكويتية، جام غضبها على اتحاد الكرة في البلدين الشقيقين، بعد خروج منتخبيهما المبكر من منافسات كأس آسيا التي دخلت مرحلة الجد والقوة، وبقيت المنافسة للكبار فقط، وطالبت الجماهير الاتحادين بتقديم استقالة جماعية.
وتحمل الخروج بعد التخبطات منذ النسخة السابقة التي جرت عام 2011 بالدوحة، في وقت يشهد فيه التاريخ أن الكويت صاحبة أول إنجاز عربي قاري، والسعودية صاحبة ثلاث بطولات آسيوية، ولهذا لم تتحمل الجماهير الغاضبة الخروج المبكر، ولكن دعونا نكون منطقيين وواقعيين.
ونقول إن سبب خروج المنتخبات العربية وهو الواقع المؤلم والمر، تعاني الكثير من المشاكل الإدارية والفنية، مقارنة بفرق شرق آسيا وبعض فرق الغرب التي تطورت نتيجة التخطيط المقنن المدروس، وبما أننا عرب لابد أن نخرج بفلتات جديدة ولا نترك الساحة دون أن يكون لنا بصمة بالسلب أو بالإيجاب، حيث تحولت «مزحة» اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، إلى أزمة.
كادت أن تحدث بين منتخبين عربيين شقيقين، عندما تحدث مع لاعب عراقي قدم نفسه وأخبره بأنه من فريق القوة الجوية الفلسطينية، فقال له الرجوب مازحاً: (إن شاء الله تفوزون علينا كي تتأهلوا إلى ربع النهائي)، وظهرت كلماته في شريط فيديو رصدته قناة الكأس القطرية.
وهذه اللقطة أثارت ضجة، ربما أيضاً بسبب موقفه الداعم للسويسري جوزيف بلاتر في انتخابات رئاسة «الفيفا»، رغم ترشح منافس عربي أردني شقيق هو الأمير علي بن الحسين لهذا المنصب!
ֺ ونعود إلى صلب القضية، خروج الأخضر والأزرق من الدور الأول، ونقول صحيح أن الأمر محزن، ولكننا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، إنه لا نية لرئيس ولا لأعضاء مجلس إدارة أي اتحاد فيهما للتقدم بالاستقالة من مناصبهم، لأن فشل الكرة لا يتحمله أي منهم، وهم ليسوا الجهة المسؤولة عن المنتخب.
ووضع خطة اللعب، وإنما هناك إدارة للمنتخبات يفترض فيها أن تتحمل المسؤولة، من حيث الناحية الفنية والإعداد والتحضير والتعاقد مع المدربين، فالرئيس يبقى منصبه شرفياً، وبالأخص في الرياض، بينما في الكويت ربما الوضع يختلف، لأن الشيخ طلال الفهد له كلمته المؤثرة وتصعب مواجهته، ولا يلتفت لأي انتقاد يوجه، حتى لو طالبوا برحيله!
ֺ وفي الشأن السعودي أرى أن اتحاد الكرة السعودي أخطأ بالتعاقد مع المدرب الروماني كوزمين، وهو لا يتحمل مسؤولية الخروج من كأس آسيا، لأن المنتخب شارك بعد إقالة مدربه السابق الإسباني لوبيز، بعد خليجي الرياض.
حيث لم يستطع العمل في أجواء مريحة، بعد فشل الأخضر في الفوز ببطولة الخليج التي خسرها على أرضه! وجاءت المطالبات من الزملاء الإعلاميين برحيله قبل وأثناء دورة الخليج، والآن أصبحت المناداة في الشارع السعودي عاطفية، فلا يعقل أن تتم المطالبة برحيل اتحاد بمجرد هزيمة.
ولا يمكن أن يصلح الحال بسرعة، وقد لاحظت خلال وجودي بكأس الخليج عبر المشاركة في حلقات «ليالي الخليج» من القناة السعودية، زيادة درجة التعصب عن حدها في السنوات الأخيرة، ومن هنا أطالب الزملاء في كل مكان بأن يكون الطرح الإعلامي موضوعياً حتى لا يصبح الإعلامي هو الخصم والحكم..
والله من وراء القصد.