محمد الجوكر
■ تأهل ناديا الأهلي والنصر إلى المباراة النهائية لكأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، مسك ختام بطولات الموسم، وموعدها الأربعاء المقبل، وأنصفت مباراتا الدور نصف النهائي، اللتان أقيمتا أول من أمس، الناديين الكبيرين العريقين منذ أكثر من 50 سنة، كان التنافس بينهما قوياً، وبالتالي، ستتجه الأنظار إلى لقائهما المرتقب والمثير.
حيث إن مواجهاتهما حديث الشارع الكروي في الإمارات، ينتظرها الناس منذ أسابيع، وتشاء الصدفة الجميلة، أن يلتقيا ويكررا مشهد النهائي قبل أربعين سنة، عندما أقيمت البطولة لأول مرة، وقبل عشر سنوات تحديداً، بدأت مبارياتهما تدخل دائرة الخصوصية، كونها ديربيات تجمع الجارين.
حيث كان الصراع ثنائياً على الكؤوس المحلية التي قدمت من قبل المؤسسات والأفراد، مثل كأس البلدية وكأس كندا دراي وكؤوس تحمل أسماء بعض المحبين للكرة، فالأهلي والنصر علامة فارقة في تاريخ الكرة الإماراتية، وهما الأساس المتين والحقيقي للتطور والنهوض الذي تشهده اللعبة، ولا أحد يستطيع أن ينسى دور الناديين، يكفيهما شرف الوجود في نهائي أغلى البطولات اليوم واللعب في نهائي مسابقة الكأس، إن تاريخهما طويل يمتد 40 عاماً، عندما أقيمت أول مباراة نهائية، في تاريخ البطولة موسم 1974 - 1975 يوم الجمعة 11 أبريل 1975على ملعب استاد دبي الكبير، والذي جرت عليه أبرز المباريات الهامة، منها في فبراير 73 بين النصر وسانتوس البرازيلي، وفي يناير 74 بين الأهلي القاهري والنصر، وغيرها من الفرق العربية التي زارتنا، فكان الملعب هو خير شاهد على ذلك العصر الكروي المثير.
■ ونعود إلى (حدوتة) الأهلي والنصر، حيث نالا شرف أداء أول مباراة نهائية في تاريخ الكأس، في السبعينيات، وانتهت المباراة بفوز الأهلي بهدفين، سجلهما الدكتور حمدون صاحب أول هدف في تاريخ المباريات النهائية للكأس، وبالمناسبة، هو أول هداف للبطولة، وسجل الثاني عبد الرحمن العصيمي، وفي نهاية المباراة، تسلم أحمد عيسى كابتن الأهلي الكأس الغالية، من سمو الشيخ حمدان بن راشد، ليحتفل الأهلاوية بلقب أول بطولة كأس في تاريخ المسابقة، وبالمناسبة، الأهلاوية احتفلوا قبل مرور 37 عاماً على مهرجان اعتزال أحمد عيسى، بحضور نجم النصر محمد الكوس، في لفتة حلوة تسجل لقدامى الرياضيين الطيبين.
■ لقاء النصر والأهلي له طعم خاص، فهما من الأندية الكبرى التي ترتكز عليها لعبة كرة القدم بدولتنا، والشواهد تثبت ذلك، فالناديان العريقان اشتدت المنافسة بينهما منذ أكثر من 40 عاماً، ولكن مع مرور الوقت، تغيرت الاتجاهات الكروية وتحولت إلى أندية أخرى ظهرت وحققت نجاحات سريعة، لتختفي ظاهرة اللقاء التقليدي بين الناديين الكبيرين، لكن سرعان ما عاد الأزرق إلى دائرة الضوء مرة أخرى.
حيث يلتقيان الأربعاء باستاد هزاع بن زايد في مدينة العين، في مواجهة كروية، بعد أن دخلا طرفين رئيسيين في الصراع على الكأس الغالية، ولهذا، فإن المباراة تأخذنا لذكريات زمان، حيث كان الناديان فرسي الرهان في فترة السبعينيات، فإننا نتوقع أن تشهد مباراة اليوم منافسة وتحدياً قوياً، حيث سيكون الفوز بها لأي من الناديين، بمثابة عودة إلى الماضي الجميل والأمجاد، يستعيد فيها الجمهور أيام زمان مرة أخرى، فصعود العميد والفرسان هو ليس في مصلحة الناديين فحسب.
وإنما لمصلحة اللعبة ذات طابع تاريخي، فعندما تعود الأندية العريقة صاحبة التاريخ والإنجازات الكروية، ستسهم في دفع مسيرة الكرة للمزيد من التطور، لما تبذله إدارتا الناديين من جهود صادقة وواضحة لرفع مستوى «كرة القدم»، التي تلقى عناية خاصة مدعومة مادياً ومعنوياً، ولهذا، فإن مباراة النصر مع الأهلي، أصبحت تاريخاً بحد ذاته، ما يجعلنا ننتظر ذكريات الزمن الجميل.. والله من وراء القصد.