محمد الجوكر
لم أتوقع أن نعطي المباراة الودية الكروية التي ألغيت بين الإمارات والكويت أكبر من حجمها، فقد تحولت من دون لزمة إلى أزمة، حيث صدر بيان من اتحاد الكرة يوضح فيه أسباب إلغاء التجربة التي كانت مقررة أول من أمس في مدينة جولد كوست الأسترالية، وكانت البروفة الأخيرة لـنا ولهم، قبل انطلاق نهائيات آسيا يوم الجمعة المقبل، خاصة وأننا نقع في مجموعتين منفصلتين.
فاللقاء الودي تم الاتفاق عليه قبل كأس الخليج في الرياض وهو أمر طيب، نرحب به ونشجعه، وأن تلتقي المنتخبات الخليجية العربية فيما بينها، تحت غطاء ومظلة الودية والأخوية للاستفادة الفنية، ولكن أن تصل الأمور إلى ما كنا لا نتوقعه أبداً، وأصبح الإلغاء حديث الشارع الكروي والمنتديات، وقد كتبت هذا المقال قبل بدء المؤتمر الصحافي لرئيس اتحاد الكرة يوسف السركال ظهر أمس.
ولا علم لي بما ذكره «بو يعقوب»، وبالتأكيد لن يخرج على البيان الذي أصدره الاتحاد ليلة البارحة للرأي العام، عموماً أنا لست من أنصار الانسحاب أو الإلغاء خاصة، اللقاءات التي تجمع أبناء المنطقة وأكره شيئاً اسمه الانسحاب والتجميد وغيرها من المسميات، فهدفنا أكبر من مجرد تجربة ودية، وما حدث في استراليا، أمام الغرب كان أمراً عجيباً ومؤسفاً حقاً.
وأتساءل من هو صاحب قرارات قد تعرقل من مسيرتنا الرياضية؟، وقد تلعب دوراً سلبياً في علاقاتنا، فهل يحق للمدرب أو الجهاز الفني والإداري اتخاذ قرار كبير مثل هذا سبب إرباكاً وارتباكاً، ليس فقط فنياً لدى الطرفين، وهل اتحاد الكرة الجهة الرسمية المعنية، لديها علم بكل التفاصيل ولمصلحة من يحدث هذا؟،
إزاء هذه التصرفات، فالمدرب مهدي علي من حقه أن يطلب عدم تسجيل اللقاء، في الوقت الذي أصر فيه معلول مدرب الكويت على التسجيل، والأمر واضح ومتفق عليه، قبل صافرة البداية، ولا يحتاج إلى «زعل»، وهذه سياسة مهدي وعلينا أن نحترم رأيه كما حدث ذلك في لقاء الأردن الودي الأول في استراليا.
وجاء في بيان اتحاد الكرة ( كنا نأمل أن نتجاوز الأمور التي أدت إلى إلغاء المباراة الودية، التي كان مقرراً إقامتها كآخر مباراة تحضيرية، والاتحادان يهدفان إلى رفع سمعة الكرة الخليجية والعربية في المحافل الدولية والقارية، وأن هذا اللقاء كان من شأنه أن يصب في مصلحة المنتخبين، قبل بدء البطولة، لكن ما حدث من عدم التزام بعثة المنتخب الكويتي بالاتفاق المسبق والذي تم بموجبه إرسال خطاب رسمي إلى الاتحاد الكويتي بتاريخ 15 ديسمبر الماضي).
لقد تغيرت الأمور وأصبحت كل الأوراق مكشوفة، فلم يعد أي فريق أو منتخب غريباً على الآخر، ولكن تتغير بعض التكتيكات والتطبيقات، ومن حق الجهاز الفني أن يقوم بأجراء تجارب سرية، وهذا مطبق ومعروف لدى الجميع، ولكن إصرار المدرب التونسي نبيل معلول تسبب في إلغاء المباراة، ولم أكن أتوقع أن يحدث ذلك.
وعموماً أتمناها أزمة عابرة وسحابة صيف تزول وتنتهي سريعاً، فنحن جميعا لا نقبل الإساءة لأي منتخب، وهذه كرة قدم لها حساباتها ومعطياتها، علينا أن نعي الدرس جميعاً ولا تتحول مباراة ودية إلى أزمة خليجية كروية قبل بدء الحدث القاري الكبير، وأن لا يكون لذلك أثر وضرر مستقبلاً.
خاصة ونحن مقبلون على اجتماعات ساخنة للمكتب التنفيذي يوم 9 الجاري، والكرة الخليجية تدخل بقوة في هذا السباق خارج الملعب، ويبدو أن الأحداث الساخنة في كأس الخليج الأخيرة تحولت من الرياض إلى أستراليا.. والله من وراء القصد.
aljoker@albayan.ae
"البيان"