ابتسامة جنيف

ابتسامة جنيف

ابتسامة جنيف

 صوت الإمارات -

ابتسامة جنيف

بقلم : علي أبو الريش

في هذه العاصمة المبتسمة دائماً، الطرق متداخلة ومتشعبة ولا تعرف يمينك من يسارك، ويكاد الغريب أن يقول خذوني ولا يجد مجالاً للفرار، إلا أنه يجوس في غي الدروب، وعندما تخطئ وتدخل في منعطف غير مناسب، وتصادفك سيارة، تواجهك مباشرة فلا تسمع ضجيج أبواق ولا تلويحات بأيد متوترة، ولا عيون حمراء محملقة كأنها الإشارة الحمراء، بل يغدق عليك الآخر بابتسامة مشرقة تمنحك الفرحة، فهناك لا لائم يلوم ولا شاتم يحوم ولا سباب شؤوم ولا محتقن ظلوم ولأنك مخطئ وارتكبت خطأ كاد أن يوقعك في حادث غير محسوب فإنك تلملم شتاتك وتزم شفتيك وتحني رأسك متشفعاً، مترفعاً عن المكابرة فتعتذر بابتسامة مرادفة وتواصل سيرك، وتتخيل لو أنك تجاوزت سائق تاكسي بطريق الخطأ في مكان ما من أي من بلاد الربيع العربي فسوف تقوم قيامة ويحشر العالم بأسره وينشر عند قارعة الطريق وقد تسمع سباباً وشتائم ما أنزل الله بها من سلطان، ولو حاولت الاعتذار فاعتذارك غير مقبول، لأنك أزعجت ووترت وأغضبت كائناً بشرياً يحمل من شحنات الغضب ما يكفي لزلزلة الأرض ورج الجبال وسجر البحار وتجريد الأشجار من أوراقها وإسقاط الطير من فضاء الله.

. المشكلة تقع في المشاعر والثقافة ورقي النفس.. فالابتسامة في وجه أخيك صدقة، لم تعد حضارة في قاموس من غابت عن وجهه الابتسامة وتلاشت إشراقة اللغة واضمحلت تواريخ الحضارة الإنسانية.
هناك في أوروبا بأكملها التخلص من الاحتقان بدأ مع بروز ثقافة التصالح مع النفس واختفاء ظاهرة الحنق والحنك والضنك ونكوص الروح إلى مراحل متقدمة من التاريخ البشري.. هناك يخرج الإنسان من بيته وقد نظف الضمير بقبلة على جبين الحبيبة، وابتسامة في وجه طفل قرر الذهاب إلى المدرسة باكراً من دون أن ينسى واجباته المنزلية إثر خلاف ما بين الأم والأب.
هناك يخرج الإنسان من موئله وهو مقتنع أن للطريق مزالق، عليه أن يتجاوزها بالحب لا بالحقد..

هناك يغادر الناس بيوتهم وقد امتلؤوا بالأحلام الزاهية ومن دون أوهام الخصام مع الغير بسبب أو من دون سبب.. هناك الابتسامة مشروع، بناء مدينة عامرة بأزهار الفرح وأعشاب السعادة وماء رقراق يغسل الصدور من كوابيس الليل أو خلاف من قبل اليوم مع مدير أو زميل عمل.. هناك الأشياء تمضي بعفوية من دون رواسب، لذلك لا تجد العبوس، ولا ضبابية النفوس، هناك الأحلام مثل فراشات لا تغشيها غاشية الفزع الليلي، ولا تشوبها شائبة أحاديث ما قبل النوم الاستفزازية والمريبة.. والمخيبة لأمل العيش الهانئ.

Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسامة جنيف ابتسامة جنيف



GMT 09:41 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلامهم أوامر

GMT 14:07 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

العربية هي الأرقى

GMT 14:04 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

في معلوم السياسة في مجهول الكياسة

GMT 22:27 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبراج الإمارات السعيدة

GMT 21:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

في يوم العيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates