أسوأ نصيحة تقدم لإنسان مقتنع بقدراته

أسوأ نصيحة تقدم لإنسان مقتنع بقدراته

أسوأ نصيحة تقدم لإنسان مقتنع بقدراته

 صوت الإمارات -

أسوأ نصيحة تقدم لإنسان مقتنع بقدراته

بقلم - علي ابو الريش

الحياة تبدأ بطموح، تسبقه قناعة بقدرات إنسان على تحقيق ذلك الطموح. عندما تود أن تقدم نصيحة لشخص، لا تظهر أمامه أنك الأفضل منه، ولا تبرز نفسك على أنك صاحب قدرات فائقة، جاء لينقذ الأقل منه في الإمكانيات. التفاضل بين الناس سبب رئيس في انتشار الأخطاء، وهو جوهر تمادي المخطئين في ارتكاب الأخطاء.

من البديهي أن يعتبر الإنسان أنه يعاني الفقر أو المرض، أو أي عيب جسدي، ولكن من المستحيل أن يعترف أي إنسان بالنقص العقلي، لأن العقل يمس الذات، بينما الأشياء الأخرى لها علاقة بالخارج، أي أن يلقي المريض سبب مرضه على العدوى من الخارج، ومن الطبيعي أن يرد الفقير فقره إلى خلل في علاقته بالآخر، وهكذا، ولكن ليس من الممكن أن يرجع الناقص عقلاً هذا النقص إلى أي كائن آخر غير نفسه، وطالما الأمر متعلق بالنفس أو الذات، فإنه من الطبيعي أن يلقى هذا النقص عبارة الرفض والتذمر من أي نقد أو ملاحظة، أو رأي يخالف رأي الإنسان الذي يواجه مأزق النقص العقلي.

ليست النصيحة في هذه الحالة إلا سهماً يغرس في صدر الذات، فيصبح الألم مبرحاً ومؤذياً ولا تطيقه النفس، وعندما يشعر المرء بأن السهم قد طال الذات، يكون قد وصل إلى حد الإحساس بالتلاشي والفناء، الأمر الذي يستدعي منه، تجييش كل قواه، وإعداد العدة للدفاع عن الحياض المنتهكة، والسيادة الممسوسة، والحلم المهدور، والطموح المغدور، والكيان المكسور، إحساس يراود أي إنسان وصل إلى قناعة أنه يملك قدرات هائلة يفتقدها غيره، ولا يحق لأي كائن كان أن يقترب من منازله، وإن فعل أحد ذلك سواء لحسن نية أم لسوئها، فإنها تصب في خانة الاعتداء على الممتلكات الخاصة وتجاوز حدود المنطق.

النصيحة مع من اقتنع باستثنائيته، هي بمثابة ذم وهدم لبنيان الذات المتماسك والقوي. هنا تقع المهزلة في العلاقة بين الناس، فحتى تستطيع أن تحقق الهدف من النصيحة، عليك أن تفهم شخصية من تريد نصحه، وإلا وقعت في المحظور، ومزّقت قماشة الهدف المنشود، وكسرت فنجان النصيحة، وتناثرت الزجاجات لتجرح أصابعك قبل أن تدمي الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسوأ نصيحة تقدم لإنسان مقتنع بقدراته أسوأ نصيحة تقدم لإنسان مقتنع بقدراته



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates