الصغار عندما يتوهمون العظمة

الصغار عندما يتوهمون العظمة

الصغار عندما يتوهمون العظمة

 صوت الإمارات -

الصغار عندما يتوهمون العظمة

بقلم : علي أبو الريش

عندما تصبح الأنا بحجم الجبال، يصير الأشخاص مثل الحبال البالية، تتلوى على لوح قديم، يحاول هؤلاء تبني حيل لا شعورية، أشدها ضراوة الإزاحة والإسقاط، يحاولون توهم العظمة من خلال استدراج ذوي الذمم الضعيفة وإغرائهم بما يجعلهم مطايا طيعة، تدبر ما يشاء المرضى من تدبيره ضد الآخرين.

هكذا يفعل النظام القطري، وهو يكابد الأمرين إثر علته، وانكفائه في جغرافيا لا تكاد ترى على الخريطة إلا بالمجهر، والغاز الذي يفترض أن يكون ضوء العالم، ودفئه أصبح مسمماً، جراء ما يشوبه من نوايا خبيثة، الهدف منها شراء الذمم وبأرخص الأثمان، لأن هذا النظام، فقد مشروعية بقائه بين الأمم المتحضرة، بعدما كشف عن موت الضمير السياسي، وتعفن الأيديولوجيا ذات المخالب المتسخة بدخان المتفجرات التي يذهب ضحيتها الأبرياء في كل أنحاء العالم.

ويا له من مشهد مريع أن تنمو دولة على جثث الضعفاء، ويا له من منظر مفزع أن يترعرع نظام على حساب أناس أوقعتهم الظروف ليكونوا ضحايا للغدر، وبطش الجبروت وطغيان من لا يعرف للشيم الإنسانية معنى ولا قيمة.

وقد ذكرت صحيفة «وول ستريت» خبراً مفاده بأن النظام القطري حاول استدراج مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإغرائهم بالأموال، للتأثير على سياسته المناهضة لتوجهات النظام القطري، وقد استهدفت قطر 250 من المؤثرين، وأضافت الصحيفة أن النظام القطري شن حملة ضغط غير تقليدية للحصول على تأييد رئيس أميركي غير تقليدي. ومن المؤسف أن حكام قطر نسوا أنفسهم، ولم يعوا ماذا يجري في هذا العالم، كما أنهم يعيشون في غيبوبة عندما يتصورون أن قطر أصبحت دولة عظمى تستطيع أن تستولي على إرادة ساسة ينضوون ضمن دولة هي الأعظم في العالم، وأن شركة فورد لوحدها تمتلك رصيداً مالياً أضعاف ما تملكه حكومة قطر. وهذه مهزلة الصغار، عندما يتوهمون العظمة، ويعتقدون أنهم امتلكوا زمام الاقتصاد العالمي.

هذه مأساة الخنفساء عندما تشعر بالخطر، فإنها تذهب إلى زاوية قصية وتعطي ظهرها للنمل كي ينهي حياتها.

هذه معضلة الصغار عندما ينتابهم الخوف، فإنهم يحطمون الأطباق تعبيراً عن غضبهم، وهذه مشكلة كل من لا يجد منفذاً لأوهامه، فإنه يلجأ إلى الفوضى، ليعطي نفسه مبرراً لما يعانيه من ضعف، وهوان، إزاء الواقع الذي يعيشه. ما تفعله حكومة قطر، يشبه تصرفات لاعب الكرة الفاشل، فإنه كلما فقد الكرة، يقوم باستخدام العنف، لعرقلة اللاعبين الآخرين.

لعبة خطرة يمارسها النظام القطري، ومواجهة الأسود، نذير نهايات مؤسفة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصغار عندما يتوهمون العظمة الصغار عندما يتوهمون العظمة



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 16:11 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

فوائد الطماطم المجففة

GMT 02:34 2015 الأحد ,04 كانون الثاني / يناير

اندلاع حرائق أحراج عنيفة في إيديلايد جنوب أستراليا

GMT 11:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ملك المغرب محمد السادس يصل إلى البلاد

GMT 23:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة متسابق مواطن في حلبة أم القيوين للسيارات

GMT 16:32 2013 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور مجلد الزراعة في بلاد الشام من خلال المخطوطات والوثائق

GMT 02:40 2013 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

سامسونغ تطلق ثلاث اصدارات لعائلة Galaxy Tab 3

GMT 01:56 2013 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عواقب "حمّى المناخ" ستطاول عشر سكان العالم

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

شركة "مانتا" تطلق هاتفها الجديد بدون أزرار

GMT 11:03 2016 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس وريهام أيمن إطلالاتهما في أواخر أيام حملهما

GMT 08:37 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عرض حلقات مسلسل "لأعلى سعر" على قناة "cbc"

GMT 06:03 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميونيخ هي الأعلى في معدل إيجارات المساكن في ألمانيا

GMT 05:30 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

مطعم سفرة يُعلن عن عروض مميزة مع وجبة البرانش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates