هلوسات

هلوسات

هلوسات

 صوت الإمارات -

هلوسات

بقلم : علي أبو الريش

عبد الواحد نور، سوداني من دار فور، يعلن نبوءته، في زمن الهلوسات، زمن اللاعقل زمن «داعش»، و«النصرة» وأخوتهما، في عالم يتدحرج، باتجاه اللاوعي، ونحو الخربشة على جدران القيم، والشيم، والنعم، بأصوات نشاز، تشمئز منها النفس، ومن جهلها وغيها، وسعيها إلى التشويه، والتشويش، والنبش في القبور، والمزابل والنفايات.

يقول هذا المعتوه، إنه مرسل من السماء، لهداية البشر، وكأن العالم ينقصه المجانين ليأتي هذا المتخلف عقلياً، ويطرح نفسه كمصلح سماوي، بعد أن ضجت الأرض بأمثاله، ومادت الجبال من فوضى العقل وعشوائية الكون البشري.

ويبدو أن الأخ وجد التربة صالحة لأمثاله، ومهيأة لامتصاص مثل هذه الترهات، بعدما أصبحت التنظيمات الإرهابية، تصول، وتجول، في العالم، مدعومة من دول، خدعت العالم بشعارات جوفاء، وروجت للديمقراطية، المفصلة على مقاس القرضاوي، وعزمي بشارة، وما انكشف الغطاء، حتى فاحت رائحة الخبث والحنث، وبان المستور، وعرف العالم كيف تدار هذه الدول، وكيف تحاك من داخلها، الأساليب الخبيثة من أجل إشاعة، الدمار في العالم ونشر أدواء العنف في كل مكان.

نعم سينبت أمثال عبد الواحد نور، وسوف تعم مثل هذه الجراثيم طالما هناك من يقتنع بجماعات اتخذت من الدين ستاراً، وطالما هناك دول تخفت خلف عقد النقص، ومركبات الدونية، ونصبت نفسها حارساً لتهشيم البنيان العالمي تحت ذرائع وحجج ومسوغات زائفة وطموحات وهمية لا تتناسب مع حجم هذه الدول وموقعها في العالم.

ستنبت أعشاب شوكية وخازة، مثل عبد الواحد نور، وسوف تدمي الجسد البشري بخرافاتها وقيحها، وسوف يعاني العالم من مثل هذا الطفح، إذا لم يصحُ الضمير الإنساني، ويتكاتف، الجميع لدرء الخطر، ومواجهة نتائجه المدمرة، وكبح جماحه، فلا عذر اليوم لأحد، ولا حياد في هذه القضية الكونية، فالكل مسؤول، والكل تقع على عاتقه المساءلة الأخلاقية والحضارية، ومن يختبئ وراء الصمت لتجنب التعب سوف يجد نفسه في مواجهة الطوفان في يوم قريب، ولا أحد محصنا من درن الإرهاب وأسباب الخراب طالما فكرة المتطرفين وأعوانهم قائمة على الدمار الشامل للعالم أجمع.

فأمثال عبدالواحد سوف يستنسخون، وكذلك أمثال «داعش» طالما استوطن الشر في نفوس عصابات، ورؤساء دول، وأدعياء الدين.

فاليوم وليس غداً واجب الجميع دولاً ومؤسسات ومثقفين أن يكونوا بقلب رجل واحد ضد أعداء الإنسانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هلوسات هلوسات



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates