ديموقراطيتنا 3

ديموقراطيتنا (3)

ديموقراطيتنا (3)

 صوت الإمارات -

ديموقراطيتنا 3

بقلم : علي أبو الريش

يجب أن يفهم الأبناء أن الذي صنع مجد الإمارات ليس النفط، وإنما هو ذلك الإنسان الذي وقف مع الإنسان في مختلف الظروف، يعضده في المحن، يسانده ويثبت خطاه في ساعة العثرات، وهو ذلك الإنسان الذي شارك أخيه في أفراحه وأيّده ونصره.

الذي وضع الإمارات في مقلة الكون رموشاً تظلل مخلوقات الله، هو ذلك الإنسان الذي أسعد الجار، وأبعد الضرر عن كل مظلوم، وأفدى نفسه من أجل أن يعيش الناس جميعاً في أمن وطمأنينة، وهناء العيش، وصفاء الحياة.

الذي جعل الإمارات قامة فوق القمم، هو إيمان الإنسان بالقيم الدينية الحقيقية، من دون زيف أو حيف، والتضحية بالغالي والنفيس، من أجل أن تظل راية العز مرفوعة وشامخة وراسخة.

الذي جعل الإمارات غنية ليس ما لديها من ثروة مادية، فكل دول العالم غنية، ولا دولة فقيرة، ولكن غنى الإمارات هو غنى النفوس الأبيّة التي سخرت المال من أجل صناعة جيل يقتدي بمثل الآباء الذين نحتوا في الصخر، ليشيدوا بيت الكرامة، وحفروا في الأرض ليزرعوا نخلة الأمل، وحرثوا في البحر ليغنموا لقمة النقاء.

يجب أن يفهم الأبناء، أن ما هم فيه من ثراء الحياة، هو نتيجة ذلك الإرث النبيل الذي كرّسه الأولون في تآخيهم وتوادهم وتراحمهم واستبسالهم، من أجل حرية الوطن وعزه ونصره، على كل وغد وطامع ومراوغ ومداهن وتاجر، وشعارات ومصطلحات فراغية ومفاهيم غوغائية.

الذي صنع امتياز الإمارات، هو ذلك الإنسان الحر الذي لم يخضع لأي معتد أثيم، ولا نمام زنيم، ولا أفّاق لئيم، ولا بياع كلام رجيم.

الإمارات، هي هكذا بنيت من ديموقراطية الصحراء، ومن سخاء النخلة، وظل الغافة، وحلم النوارس، وفكرة الرجال الأنقياء الذين صنعوا ديموقراطيتهم من فطرة القلب، ومن فطنة العقل، ومن شفافية الروح، هؤلاء هم الذين كانوا مع الإنسان الصغير والكبير، على أرض واحدة، يلهمونه الحب فيعطيهم الولاء، ويمنحونه الانتماء فيعطيهم الوفاء.

الكل مع الكل، والدرب واحد، والهدف واحد، والأمنيات والطموحات والتطلعات واحدة، لأن القلوب على بعضها، والنفوس أنهار تتدفق بالصدق، وتسقي الجذور بأعذب ما جادت به غيمة السماء من صفاء.

يجب أن يفهم الأبناء عفوية الأولين، وشفافية جداولهم، هي التي سمقت بأشجارنا ورفعت هاماتنا، ونسقت مشاعرنا، ورتبت أواصرنا، وهذبت نواصينا، وشذبت قيمنا. يجب أن يفهم الأبناء أن ديموقراطيتنا هي من هذا النهل، من ذلك الشراع الذي امتد بالسواعد السمر، وتلك جدران السعف التي شد أوتادها رجال من هذا التراب، وتلك الصحراء التي نحتت رمالها من أثر أقدام الذين عشقوا ضوء الشمس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديموقراطيتنا 3 ديموقراطيتنا 3



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 01:23 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

منتدى الشعر المصري يناقش كتاب "السلطة والمصلحة"

GMT 15:50 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نصائح بسيطة للحصول على مطبخ ريفي أنيق

GMT 05:40 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 00:27 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

جينيفر لوبيز تنزلق على خشبة المسرح أمام الجمهور

GMT 04:35 2014 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

93 لوحة لـ 22 مبدعًا في معرض "ثمرة"

GMT 13:50 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

صبري فواز قيمة مع السنوات

GMT 14:30 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف علي المواصفات الكاملة لـ"كيا سيراتو 2019" الجديدة

GMT 22:03 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

انطلاق معرض تشكيلي في المدينة المنورة

GMT 01:59 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

سعر الريال اليمني مقابل الدولار الأميركي الخميس

GMT 02:05 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

"هواوي" تطرح هاتف "Y6C" في مصر بأسعار تنافسية

GMT 14:41 2013 الجمعة ,22 شباط / فبراير

صدور كتاب باللغة الكوريّة لقصائد سعاد الصباح

GMT 11:59 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

توقيع "أذان الأنعام" لعماد حسن في شبابيك آخر الشهر

GMT 11:51 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تثير إعجاب الجمهور بحضور عيد ميلاد توأم زينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates