في الطريق
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

في الطريق

في الطريق

 صوت الإمارات -

في الطريق

بقلم : علي أبو الريش

في الطريق إلى مكان عملك، أو مركز تسوق، أو نادٍ، أو شاطئ بحري، تصادفك وجوه مختلفة، وكأنك تجول في حقل، هذا الحقل فيه الأعشاب اليابسة، وفيه الزهور اليانعة، فلا وجه واحد للحياة، هي هكذا تجمع كل المتناقضات لأنها لا تستقيم إلا بذلك.

الشارع مثل الحقل، فطالما طرقته، فعليك تقبل متناقضاته بصدر رحب، وإلا عليك أن تلزم مكانك، ولا تغادر غرفة نومك، وبذلك تكون مثل الخنفساء المحبوسة في زاوية الأبدية الميتة. عليك أن تكون جزءاً من هذا الشارع وليس الكل فيه، لتعيش هادئ البال، مرتاح الضمير.

وهذا يقودنا إلى الذين يمسكون بطرف الحياة، ويعتقدون أنهم امتلكوا زمام الكلية فيها، وبالتالي لا قدرة لهم في تقبل الآخر، ومن ثم لا استطاعة لديهم في رؤية فكرة تخالفهم، فتجدهم في ضيق وكدر عندما يلاقون المختلف، وتكون صدورهم أضيق من ثقب إبرة فلا خيط رفيه يمضي بسلاسة في النفق الضيق، ولا فكرة تدخل في وجدان الصدر المذعور من التنوع، والاختلاف.
نجد في الواقع، أشباه بشر، تحوم على رؤوسهم طيور الأبابيل، فتفزعهم، وتملؤهم رعباً من وجود لون غير اللون الأسود الذي يجثم على عقولهم.

وفي الشارع، نصادف مخلوقات مرتبكة، متوترة، زائغة البصر مرتجلة الوجدان، ولو لا قدر الله أن وقفت أمامهم في موقف، أو جاورتهم عند إشارة ضوئية، تجد القنوط يتسلق جباههم، والسخط يرتكب جريمته الكبرى على وجناتهم، تجدهم عابسين، بائسين، تطفر من عيونهم ومضات اللهب، وفي لفتاتهم تقفز شرارات الغضب، ولا تدري لماذا كل هذا السغب، والحياة بسيطة، ومفردات الوجود عفوية، مثل ضمير غزالة برية.

وهنا تقفز مقولة فرويد عن الإنسان المعاصر «أن في الإنسان بقايا عصر الغاب»، فتسكتك هذه العبارة الدالة، وتعيدك إلى قول المسيح عليه السلام «أحب المذنبين» أنها عبارة تدلك على العفوية، عندما تبرز كواقع حياة، والبراءة عندما تحمل قيم الجمالية في روح الإنسان.

الإنسان هو نفسه في كل العصور، وما يتغير هو العقل، فعندما يتلوث، يصبح كائناً وحشياً لا يقبل سواه في الغابة. عندما يفارق الإنسان إنسانيته، يكون منعزلاً، ولا ثان في مخيلته إلا هو، فهو الواحد، وهو الاثنان، فكيف سيدع مكاناً للآخر يسكن الغابة، إنه المستحيل الذي يتمشى في ذاكرة الشخص المنعزل، والشخص الذي وجد نفسه جبلاً ضخماً على جغرافية الحياة، وبالتالي لن يعيش إلا هو كما يعتقد، وكما تصوره له مخيلته المريضة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
 نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الطريق في الطريق



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 06:36 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشف أهم السيارات التي طرحتها "شيفروليه" في معرض دبي

GMT 16:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

تطبيق ToTOk للمكالمات المجانية متاح على هذه الهواتف

GMT 09:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الخشاب تكشف عن تعرضها لأزمة صحية شديدة

GMT 02:43 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

فنانون رياضيون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates