الإعلام حارس المكان حاجب العين

الإعلام حارس المكان حاجب العين

الإعلام حارس المكان حاجب العين

 صوت الإمارات -

الإعلام حارس المكان حاجب العين

بقلم : علي أبو الريش

الإعلام هو العين، وهو البوح الرصين، ورائحة الزهر، وعبق الياسمين. عندما يصبح الإعلام فراشة، تلون الحقل بجمال الطلعة وهيبة الجبين، تكون الصفحات مثل سطح الماء الصافي، لا تغشيها غاشية، ولا تعبث بها فاشية. عندما يتجاوز الإعلام منطقة القنوط، ويصل بركابه إلى كثيب الحبور، يضيء القمر مصابيح الفرح، وتزدهر السماء بنجوم أقلامها من نور، وصفحاتها من بياض السريرة. عندما يتخلص الإعلام من الثقوب الضيقة، ويدلف إلى فضاءات أوسع من المحيطات وأرفع من الجبال،وأشف من الماء وأعذب من الشهد، عندما يكون كذلك، تصبح الأوطان حدائق، والناس فراشات والحياة حقلاً يزدان بالألوان الزاهية، وترى وجوه الناس، فتحسبها أقماراً لم تطلها أصابع الغيوم الداكنة. 

عندما يدخل الإعلام بيوت الناس حاملاً باقات التفاؤل، تصبح الرسالة واضحة العبارة، نقية الجمل، صافية الكلمات، وتصير القراءة مثل من يتلو حبات التوت على أغصان الشجرة المعطاء.

عندما يتخلى الإعلام عن نثر الغبار، تصبح الرؤية جلية ويتشقشق الأفق عن خيوط الشمس الذهبية، تشرق في القلوب وتضيء العقول، وتنير الدرب للآتين من جهة الآمال العريضة والأمنيات الكبرى. عندما يتحرر الإعلام من أصفاد الأنانية، ويصير الوطن هو جوهر القضية، تسفر الحياة عن تلاحم النجوم، وتصير بقعة الضوء أوسع من نجمة السماء.

عندما يخرج الإعلام من شرنقة الأنا، ويصبح الوطن كلمة البوح الأولى ولا شيء سواه، يكون الإعلام قد حقق الهدف، وأصاب في تحويل الحياة إلى أعضاء جسد واحد تعمل على نمو الإنسان وتطوره ورقيه وازدهار معنوياته، والسير في الطريق مزملاً بالثقة وثبات الخطوة ورسوخ الفكرة وشموخ القيم وعلو كعب الكرامة ونقاء المبادئ. عندما يغادر الإعلام منطقة التذمر والامتعاض واليأس والبؤس، يصبح طيراً حراً طليقاً، لا تقيده أجندة الأوهام والخيالات المريضة، ويصير شجرة ثرية أغصانها صفحات، وأوراقها كلمات زاهية بالعبارة الصادقة، غنية بمعادنها النفيسة وقلادات مجدها الأنيقة. عندما يمارس الإعلام دور الريادة في صنع المستقبل وترتيب المعاني، يتجلى دور الوطن في إنتاج أغلى موارده وهو الإنسان. عندما يمعن الإعلام في صناعة مجد الوطن وغد الإنسان المشرق، يسهب التاريخ في كتابة السطور بحبر الأبدية، وتعبر الحكاية عن بطولة وطن ونجابة إنسان وواقع مدهش في تلاحم جذوره. عندما يبني الإعلام مجده على أسس الحب والتفاني والتضحية، من أجل قضية الإنسان في كل مكان، تثمر شجرة الحياة جيلاً طيب الأعراق، لا تقلقه ولا ترهقه ولا تمزقه ترهات ولا خرافات، ولا يعانق إلا الهامات الرفيعة.  نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام حارس المكان حاجب العين الإعلام حارس المكان حاجب العين



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 16:11 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

فوائد الطماطم المجففة

GMT 02:34 2015 الأحد ,04 كانون الثاني / يناير

اندلاع حرائق أحراج عنيفة في إيديلايد جنوب أستراليا

GMT 11:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ملك المغرب محمد السادس يصل إلى البلاد

GMT 23:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة متسابق مواطن في حلبة أم القيوين للسيارات

GMT 16:32 2013 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور مجلد الزراعة في بلاد الشام من خلال المخطوطات والوثائق

GMT 02:40 2013 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

سامسونغ تطلق ثلاث اصدارات لعائلة Galaxy Tab 3

GMT 01:56 2013 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عواقب "حمّى المناخ" ستطاول عشر سكان العالم

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

شركة "مانتا" تطلق هاتفها الجديد بدون أزرار

GMT 11:03 2016 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس وريهام أيمن إطلالاتهما في أواخر أيام حملهما

GMT 08:37 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عرض حلقات مسلسل "لأعلى سعر" على قناة "cbc"

GMT 06:03 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميونيخ هي الأعلى في معدل إيجارات المساكن في ألمانيا

GMT 05:30 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

مطعم سفرة يُعلن عن عروض مميزة مع وجبة البرانش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates