مهرجان زايد التراثي 1

مهرجان زايد التراثي "1"

مهرجان زايد التراثي "1"

 صوت الإمارات -

مهرجان زايد التراثي 1

بقلم : علي أبو الريش

عندما تصل إلى الوثبة، يطل عليك مهرجان الشيخ زايد، من نافذة البياض، والتاريخ تراه يتمشَّى على سجادة الإرث النبيل.

هُناك تمضي أنت مثل طائر النورس على ظهر موجات من الفنون الشعبية، التي تطلق النشيد عالياً، وتخصب فضاءك بعشب الفرح، تشعر وأنت في أزقة المهرجان، وكأنَّ التاريخ كائن حي يمسك مروحة ملوَّنة ويهفهف على جبينك، والجلابيب البيضاء مختلطة مع العباءات الشفيفة ليبدو اللون ممتزجاً مع الأرض، وتكون أنت بين يدي الحي القيوم ترصد هذا الانبعاث الحراري من أفئدة صممتها الصحراء كي تكون واحة لإنتاج الفرح، وساحة لاختلاج المشاعر المتدفقة مثل شلال حط من علٍ.

عندما تكون هناك يكون بصحبتك تاريخ مزدهر بمعطيات الإنسان، وما سردته الحكاية القديمة عن إنسان الإمارات، هذا الكائن الأسطوري، هذا الراهن الآشوري، والكلداني، والسومري، والبابلي، كلهم يحضرون هنا لأنَّ الإمارات لم تكن يوماً جزيرة عزلاء، بل هي من نسيج هذا الازدهار، المبهر، والهائل والمذهل، لأنك وسط هذا الزحم تشعر أن الإمارات لم تكن طارئة على الكون الفسيح، بل هي منه وله وإليه، وعنه وفيه، هي بلد جمع بلداناً منذ الأزل، هي تضاريس أشجارها من ذلك العمق الإنساني، وبحرها لم يزل يرفع الموال، كي تعزف الزعانف، لحن الخلود، في زمن الأحفاد والجدود زمن الذين ما تواروا عن النجم، رغم الكثبان العالية لأن أعناق النوق كانت الأكثر عملقة، والأعظم رشاقة، وهكذا تفرح عندما ترى الشباب والشيب،

جميعهم يقفون صفاً واحداً يهتفون باسمك يا وطن، ويحيون الإرث الجميل الذي كرّسه الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأمده الخلف الصالح، بكل أسباب الحياة والحيوية.. هذا المهرجان هو عنوان نبل أبناء هذه الأرض، وهو صولجان التراب العريق، وهو نقطة البدء بلا نهاية لأن الحياة هي الخيط الممدود والسهل بلا حدود، والحلم المسرود، والفكرة السابحة في الحياض والرياض، والإنسان، هو هذا الحي الساعي دوماً إلى محارات البقاء إلى سوار الفرح وإلى قصيدة تقف عند قافية رزينة وبيت موزون، ببحر الرجل النبيل، الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

هذا المهرجان هو في الوعي الإماراتي، نخلة جنية الرطب، سخية الخصب، هو كل ما على الأرض الطيبة من اخضرار ونهار وبحار، وإنسان طيب الأعراق، يصون ولا يخون يكون ولا يهون، يحب ولا يكره يبني ولا يهدم وحكايته أنه من عيال زايد.

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهرجان زايد التراثي 1 مهرجان زايد التراثي 1



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates