حقل كركوك إعادة تطويره في مئويته
آخر تحديث 14:31:19 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 8 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

حقل كركوك... إعادة تطويره في مئويته

حقل كركوك... إعادة تطويره في مئويته

 صوت الإمارات -

حقل كركوك إعادة تطويره في مئويته

بقلم: وليد خدوري

بعد مفاوضات طالت أكثر من عقد من الزمن، وقَّعت شركة «نفط الشمال»، المتفرعة عن «شركة النفط الوطنية العراقية»، في شهر مارس (آذار) مع شركة «بريتش بتروليوم (بي بي)» اتفاقاً لإعادة تطوير حقل كركوك العملاق. تعدّ «بي بي» أن الاتفاق سيضعها في موقع استراتيجي في العراق، نظراً إلى أهمية حقل كركوك في صناعة النفط العراقية.

ومن جهتها، أعلنت وزارة النفط العراقية، في بيان مقتضب صدر قبيل التوقيع على الاتفاق، أن هذا «المشروع الاستراتيجي المتكامل» يشمل تطوير حقول كركوك الرئيسية: باي حسن، وكركوك بقبتَيه (بابا وآفانا)، وجمبور، وخباز، بما يضمن استثمارها الغاز المصاحب، وتوسعة وتأهيل منشآت الغاز في شركة غاز الشمال. ويبلغ مجموع الاحتياطي الثابت لهذه الحقول، نحو 12.1 مليار برميل، بحسب «استشارية التنمية والأبحاث» النرويجية. ويشمل الاتفاق أيضاً إنشاء محطة كهرباء بطاقة 400 ميغاواط.

وأشار الخبير النفطي العراقي في «استشارية التنمية والأبحاث» في النرويج، أحمد موسى جياد، في مذكرة له، إلى أن البيان الصحافي «لا يشمل الشروط الفنية والتعاقدية، ومن ضمنها الموديل الاقتصادي للمشروع، استناداً إلى مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها في لندن، والتي استهدفت ضمان أفضل الشروط والمنافع التعاقدية للجانب العراقي»، التي ذكرها بيان الوزارة.

اكتشفت شركة «البترول التركية» قبة باباغرغر، حقل كركوك عام 1927، مما يجعله أول حقل نفط عملاق يتم اكتشافه في الدول العربية. وبناءً على المساومات بين دول الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) الفائزة في الحرب العالمية الأولى، واتفاقية «سايكس بيكو»، تحوَّلت ملكية الحقل، بموافقة الحكومة العراقية إلى شركة «بترول العراق»، ومقرها في لندن ويملكها كونسورتيوم بقيادة «بريتش بتروليوم». تم تطوير الحقل وبدأ الإنتاج منه بحلول عام 1934. وتم أول تصدير من الحقل عبر خط أنابيب يمتد إلى الساحل السوري، ثم أعقبه خط أنابيب إلى حيفا في فلسطين. وقد تم «تفكيك» هذا الخط الذي امتد عبر الأراضي الصحراوية في العراق والأردن إلى حيفا حال إعلان دولة إسرائيل في عام 1948.

يقترب الإنتاج النفطي من الحقل لنحو قرن من الزمن تقريباً. وقد زوَّد في الأعوام الأولى من اكتشافه، حيث شكل عماد الصناعة النفطية العراقية، معظم الاستهلاك الداخلي العراقي، بالإضافة إلى أسواق الدول العربية المجاورة. وشُيدت خطوط تصدير عدة منه إلى الأسواق العالمية والعربية، خصوصاً الأسواق الأوروبية والولايات المتحدة. إذ تم تشييد خطوط كركوك - بانياس، وكركوك - طرابلس، وكركوك - حيفا. وتعدّ خطوط التصدير هذه كلها تفاهماً مهماً ضمن اتفاقية «سايكس بيكو» حيث تقاسمت بريطانيا وفرنسا غنائم الأقاليم العثمانية في المشرق العربي بعد الحرب العالمية الأولى.

يذكر أن معظم الخطوط المذكورة، إما قد تم تفكيكها (خط حيفا، بأمر من الحكومة العراقية في 1948 حال إعلان دولة إسرائيل)، أو إغلاقها، (خط طرابلس، إثر تفجيرات في الخط في القسم اللبناني منه)، أو تقليص الإمدادات لها (خط بانياس). وشيدت بغداد خطاً جديداً في منتصف عقد الثمانينات يمتد من كركوك إلى ميناء جيهان التركي بطاقة 1.50 مليون برميل يومياً، نظراً للعراقيل التصديرية التي أثارتها دمشق في أوائل عقد الثمانينات، ضمن سياستها الموالية لإيران ضد العراق. وتشير تجربة خطوط الترانزيت هذه إلى صعوبات في تجارة ترانزيت النفط العربية؛ مما دفع عدداً من الدول العربية المُصدِّرة للابتعاد عنها؛ نظراً للمخاطر الجيوسياسية التي تلحق بها.

وقد أصابت حقل كركوك شظايا الحروب الإقليمية والداخلية التي شهدها العراق خلال العقود الماضية، منها: إعادة حقن فائض «الفيول أويل» في الحقل خلال الحرب العراقية - الإيرانية. وقد أدت هذه العملية إلى «أضرار» جسيمة في الحقل. ثم استولت قوات «البيشمركة» الكردية على الحقل، خلال النزاع الداخلي في عام 2017 ما بين بغداد وأربيل. وتمَّت معالجة هذا الموضوع بعد استفتاء 2017 والإنذارات التي وجَّهتها الحكومة العراقية لسلطة إقليم كردستان، فانسحبت «البيشمركة» من الحقل، وتسلمت الحكومة العراقية مسؤولية الحقل؛ حيث تولت شركة «نفط الشمال» مسؤولية إدارته.

تثير إعادة تطوير الحقل، أسئلة عدة؛ فقد اضطر العراق بعد نحو قرن من الزمن للعودة إلى التعاقد مع الشركة التي عملت على تطويره في بداية اكتشافه. هذا مع العلم أنه قد توفر للعراق المئات، بل الآلاف، من الخريجين النفطيين طوال هذه العقود، وأن العراق استطاع أن يدير من خلال مؤسساته وشركاته الوطنية الصناعة النفطية للبلاد منذ تأميم الصناعة في أوائل عقد السبعينات. والجواب الواضح لهذا هو: آثار النزاعات والحروب التي قصمت ظهر البلاد في العقود الماضية وأدت إلى تهجير مئات المتخصصين، وضعضعة خبرات المؤسسات النفطية الوطنية من خلال تفريغها من الخبراء المتمرسين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقل كركوك إعادة تطويره في مئويته حقل كركوك إعادة تطويره في مئويته



GMT 03:56 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

هذا ما يُقلق نوم خامنئي

GMT 03:56 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

فيلسوف الهويات

GMT 03:55 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

إما نتنياهو وإما أورتاغوس

GMT 03:54 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

«حزب الله» والخيارات المرة

GMT 03:53 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة

GMT 03:52 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

جدل حول «حماس»!

GMT 03:52 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

الشكوك أفسدت الجولة

GMT 03:51 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

التوريث يُشعل الحياة الفنية مجدداً

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 04:30 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

أسرار شهرة الساعات السويسرية وتاريخها العريق
 صوت الإمارات - أسرار شهرة الساعات السويسرية وتاريخها العريق

GMT 04:41 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

أبرز استخدامات الملح في الأعمال المنزلية
 صوت الإمارات - أبرز استخدامات الملح في الأعمال المنزلية

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

فوائد صحية مذهلة لتناول 3 تمرات و5 حبات لوز كل صباح
 صوت الإمارات - فوائد صحية مذهلة لتناول 3 تمرات و5 حبات لوز كل صباح

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 16:04 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن علاقة خاصة تربط ما بين بن سلمان وصهر الرئيس ترامب

GMT 08:36 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

علاج الحمونيل والإكزيما وحب الشباب بمياه البحر

GMT 14:43 2013 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

إيكيا تطرح ألواحًا شمسية للبيع بفروعها البريطانية

GMT 11:43 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

رانيا فريد شوقي تنتظر عرض مسلسل "بلبل وحرمه"

GMT 23:39 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والايجابي

GMT 12:47 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مكتشف كنوز يجد خاتمين قديمين من القرون الوسطى

GMT 10:50 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

محمد ثروت يكشف أنّ شخصيته في "ريما" من الصعب رفضها

GMT 12:08 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 01:07 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

10 سنوات سجنا لزائر جلب الهيروين بأكياس الشاي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates