بقلم : محمد أمين
يبدو أن الحكاية بدأت تندع، وأن الهدوء سيعم المنطقة فى سوريا وغزة ومصر، على خلاف كل التوقعات، وما يردده أصحاب التنبوءات.. بعد ساعات يتم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، وتبادل الرهائن، وتسفر جهود الوساطة المصرية- الأمريكية عن حالة هدوء وإعادة الإعمار!
فالاتصال الذى تلقاه الرئيس السيسى من الرئيس الأمريكى بايدن، أمس الأول، تناول جهود الوساطة المكثفة بين مصر وأمريكا وقطر، للتوصل إلى اتفاق رسمى، قبل أن يغادر بايدن البيت الأبيض، وهو ما يعنى أنهما استعرضا آخر مستجدات المفاوضات ذات الصلة، وأننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من توقيع مراسم الاتفاق بين الطرفين!
وأكد الجانبان أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى الاتفاق، خاصة أن الوقت ضيق، من أجل وضع حد للمعاناة الإنسانية الخطيرة التى يعانى منها المواطنون فى غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية لهم دون قيود!
وبالتأكيد فإن الاتفاق سيكون نهاية الآلام فى غزة بعد عام ونصف تقريبًا من المعاناة والتشرد ورائحة الموت.. سيشم الغزاويون رائحة جديدة مختلفة، تختلف عن رائحة الموت.. سيشمون رائحة البناء والتعمير، وستفتح لهم الأبواب للحياة والطعام، بعد الجوع والتشرد.. ولكنهم سيفخرون بما أنجزوه من التصدى للتهجير والقصف والتزامهم بيوتهم ولو مات من مات!
وأثبت الغزاويون أنهم شعب يحسب لهم الحساب فى معادلات الصراع فى المنطقة، وأنهم ركَّعوا الكيان الإسرائيلى وفرضوا عليه شروطهم، ووقفوا أمام الآلة العسكرية الغربية وغيروا مفاهيم كثيرة لدى شعوب العالم، وأثبتوا عدالة القضية فخرجت شعوب العالم تؤيدهم وتنصرهم، وترفع علم فلسطين وتتظاهر فى الشوارع من أجلهم!
وقال المتحدث الرسمى إن الاتصال أكد أهمية مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة فى جميع المجالات، خاصة فى ظل العلاقات الاستراتيجية التى تربط بين البلدين.. وهى مسألة تجعل مصر تشعر بالاستقرار فى ظل القيادة الحالية وتحافظ على الأمن والأمان وتفتح الباب لفترة جديدة يشم فيها المصريون روائح التغيير والحرية بدوافع وطنية!
وأخيرًا، وبهذه المناسبة أتمنى أن تفتح مصر المجال العام لنتنسم مناخ الحرية، فهى الباب الملكى للاستثمار، الذى ننشده، لرفاهية البلاد والعباد!.