ألعاب التعريفات النارية لترمب ناجحة
آخر تحديث 17:57:08 بتوقيت أبوظبي
الأحد 25 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

ألعاب التعريفات النارية لترمب ناجحة

ألعاب التعريفات النارية لترمب ناجحة

 صوت الإمارات -

ألعاب التعريفات النارية لترمب ناجحة

بقلم : أمير طاهري

 

رغم الضجيج وصيحات الغضب التي أثارتها قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة بشأن التعريفات الجمركية، قد يكون من المبكر تقييم تأثيرها الدائم. ومع ذلك، تبقى هناك بعض الأمور المؤكدة.

أول هذه الحقائق أنه على عكس ما يروّج له بعض المحللين عبر شاشات التلفزيون، فإننا لا نتجه نحو حرب تجارية عالمية. صحيح أن الولايات المتحدة تشكل أكبر اقتصاد بالعالم، وتحتل المرتبة الثانية باعتبارها قوة تجارية، إلا أن حصتها من التجارة العالمية تدور حول 12 في المائة أو أقل من 10 في المائة. أما الـ88 في المائة المتبقية من التجارة العالمية والتي تخص 192 دولة، فلن تتأثر على الفور بقرارات ترمب.

علاوة على ذلك، فإن ما يقارب نصف تجارة الولايات المتحدة الخارجية يتركز مع جارتَيها: كندا والمكسيك، اللتين خاضتا معركة رسوم جمركية في مواجهة ترمب في فترته الرئاسية الأولى، لكنهما نجحتا في التوصل إلى اتفاق نهاية المطاف، ومن المتوقع أن تفعلا الشيء ذاته هذه المرة.

وباستثناء تعريفة الـ10 في المائة العامة التي تشمل جميع الواردات، جرى اقتراح رسوم جمركية أعلى على نحو 60 دولة، من بينها قرابة 30 دولة تمثل 40 في المائة من مجمل التجارة الخارجية الأميركية.

وحتى وقت كتابة هذا المقال، أبدت العديد من هذه الدول استعدادها للتفاوض على حل وسط. حتى الاتحاد الأوروبي الذي هدد في البداية برد قوي، بدأ يدرك أنه إذا وجدت نفسك داخل حفرة، فعليك أن تتوقف عن الحفر. وقد توفر قمة «مجموعة السبع» القادمة فرصة لتناول هذا الأمر.

اللافت أن الصين التي بدت وكأنها دخلت في لعبة تحدٍّ ضد الولايات المتحدة، يكاد يكون في حكم المؤكد أنها ستدرك أنها لا تستطيع تحمّل تكلفة الدخول في مواجهة تجارية شاملة أمام واشنطن.

من ناحيتهم، عبر بعض المحللين، مثل أستاذ جامعة كولومبيا جيفري ساكس، عن اعتقادهم بأن التعريفات التي طرحها ترمب قد تؤدي إلى ركود اقتصادي. ويستشهدون على ذلك بقانون سموت-هاولي لعام 1930 الذي فرض مجموعة من التعريفات على الواردات الأميركية. ويرى ساكس أن هذا القانون سبب «الكساد الكبير».

من ناحية أخرى، أثار السلوك المتقلب للبورصات العالمية في الأيام القليلة الماضية شبح ركود جديد، لكنني أشكك في حدوث ذلك. وحتى إن حدث، فسيكون نتيجة لفهم خاطئ من قبل الممولين الذين تحركهم مشاعر الخوف والجشع، فالمصانع ستواصل العمل، والمزارع لن تتوقف عن الإنتاج.

أما صحيفة «واشنطن بوست»، فذهبت إلى أبعد من ذلك، عندما قارنت ترمب بالرئيس ويليام ماكينلي، واصفةً الولايات المتحدة ضمنياً بأنها «قوة إمبريالية». إلا أن الصحيفة تتجاهل السمات الأساسية للإمبريالية، والتي لا تنطبق على الولايات المتحدة؛ فالقوة الإمبريالية تصدّر شعوبها، في حين ظلت أميركا، بفضل الهجرة، مستوردةً للسكان طوال تاريخها.

ويواجه ترمب اتهامات باتباع سياسات حمائية، في حين على أرض الواقع، فإن مقداراً معقولاً من الحماية يُعد مفيداً للنمو الاقتصادي. ولولا الحمائية لَما استطاعت إنجلترا في العصر الفيكتوري أن تبني ثورتها الصناعية، ولا أن تؤسس إمبراطورية عالمية، ولَما أصبحت ألمانيا في عهد بسمارك المحرك الصناعي الأول لأوروبا في القرن التاسع عشر.

وبالمثل، فإن «معجزة» اليابان في عهد مييجي تحققت بفضل السياسات الحمائية.

ومع ذلك، فإن الحماية الزائدة قد تخلف تداعيات مؤذية؛ لأنها تقلل من المنافسة والابتكار، وتكافئ الكسل العلمي والفكري.

ومثل ترمب، كان آدم سميث، مؤسس علم الاقتصاد باعتباره علماً أكاديمياً، داعماً للتعريفات الجمركية، رغم رفعه شعار السوق الحرة باعتبارها النموذج الذي تصبح في إطاره جميع المزايا المقارنة لجميع الدول فاعلة. ومع ذلك، فإن هذا النموذج يعتمد على العبارة اللاتينية القائلة: «Ceteris Paribus» - وتعني: «مع ثبات جميع العوامل الأخرى».

بمعنى آخر، فإن توفر المواد الخام، وكذلك عمالة بأسعار تنافسية، وقرب الأسواق، والمستوى العلمي والتكنولوجي، والاستقرار السياسي والقانوني، والتنظيمات... جميعها عوامل تدخل في الحسبان. الواضح أن تحقيق التكافؤ في معظم هذه العناصر، إن لم يكن كلها، أمر غير واقعي، وأن أي علاقة تجارية ستضع أحد الأطراف في موقف أضعف.

وهذه تحديداً الحال الآن مع واشنطن، كما يتضح من عجزها الكبير في ميزان المدفوعات، ومديونيتها العامة، والرسوم الجمركية العالية التي تواجهها في عصر العولمة.

من جهته، حاول ترمب معالجة بعض هذا الخلل في ولايته الأولى، من خلال فرض الرسوم الجمركية، والتي أبقى عليها خليفته جو بايدن، رغم كونه من أنصار العولمة.

وفي ولايته الثانية، يعتزم ترمب الذهاب إلى أبعد من ذلك، عبر معالجة مشكلات أخرى متأصلة في النظام العالمي، مثل هشاشة سلاسل التوريد، والخطر الناتج عن الاعتماد الاستراتيجي على مصادر أجنبية لتوفير السلع والخدمات الحيوية.

وإذا ما جرى تنفيذ هذه الخطة المقترحة فعلاً، فإن واشنطن قد تعالج مشكلات أخرى كذلك، من بينها فقدان «الذاكرة الصناعية» في قطاعات كثيرة، وتدهور مناطق واسعة من البلاد نتيجة نقل الوظائف إلى الخارج، والإدمان على السلع الرخيصة وذات الجودة المتدنية.

وقد تكون هناك نتيجة غير مقصودة أخرى، وهي تقليص حصة الدولار الأميركي في المعاملات التجارية. وعلى عكس اعتقاد ترمب بأن «الدولار هو الملك» في التجارة العالمية، ويمثّل ميزة للولايات المتحدة، فإن خفض هذه الهيمنة قد يساهم في تحقيق هدف آخر له، وهو حماية واشنطن من تقلبات نظام عالمي قد يخرج عن السيطرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألعاب التعريفات النارية لترمب ناجحة ألعاب التعريفات النارية لترمب ناجحة



GMT 23:50 2025 السبت ,24 أيار / مايو

قرن بلا مؤلف... حتى الآن

GMT 23:50 2025 السبت ,24 أيار / مايو

العربُ في خضم زمن جديد

GMT 23:49 2025 السبت ,24 أيار / مايو

بين حضور الرئيس وانصرافه!

GMT 23:49 2025 السبت ,24 أيار / مايو

أسرار المال الديني

GMT 23:48 2025 السبت ,24 أيار / مايو

يقف وظهره للحائط

GMT 23:47 2025 السبت ,24 أيار / مايو

أغرب ما يُطيل العُمر

GMT 23:47 2025 السبت ,24 أيار / مايو

فخ البيت الأبيض!

GMT 23:46 2025 السبت ,24 أيار / مايو

يا لبؤس العرب

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 07:30 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 00:01 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

العشر الأوائل مِن ذي الحجة موسم تجارة الآخرة

GMT 00:24 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

قطع صيفية يجب اقتنائها في خزانتك

GMT 05:20 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

طريقة وخطوات شائعة لإزالة الحبر السائل عن الملابس

GMT 03:57 2019 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

مسرحية "علاء الدين" كاملة العدد في الرياض

GMT 14:56 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

ننشر رد "ترامب" على مقال "نيويورك تايمز"

GMT 06:39 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سعد لمجرد يعلن موعد طرح كليبه الجديد "بدك اية"

GMT 00:59 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جيهان خليل تؤكّد أن فيلم "122" يزخر بالمفاجآت والتشويق

GMT 23:58 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فنانون مصريون كبار أدوا أدوارًا كصحافيين وبرعوا في عملهم

GMT 07:40 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

الشعاب المرجانية الزاهية تميز جزيرة لانغ تينغا

GMT 11:39 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

ملحم زين يكشف عن انتظار مولود جديد في الأسرة

GMT 04:34 2013 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

"إمارات أف أم" ترافق مستمعيها خلال رمضان بمحتوى خاص
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates