راقصة بالحجاب

راقصة بالحجاب!

راقصة بالحجاب!

 صوت الإمارات -

راقصة بالحجاب

بقلم -طارق الشناوي

ندما كنا نعيش فى مجتمع يتقبل النكتة، ولا يحاكم الناس بمنطوق الكلمة أو الموقف ولكن بالمدلول والظلال، يدرك تماما الفارق بين المبنى والمعنى، ويتعامل مع الإطار الدلالى برحابة صدر واتساع أفق، كنا وجدانيًا أكثر سعادة، بينما الآن صارت الضحكة شحيحة، و(القفشة) قد تعرّض صاحبها إلى السجن، فقدنا المرونة فى التعاطى مع الكثير من جوانب الحياة.

شاهدت على (النت) لأول مرة فيلم (الفرسان الثلاثة)، بطولة إسماعيل ياسين، وتأليف أبوالسعود الإبيارى، وإخراج فطين عبدالوهاب، الفيلم عرض قبل 60 عاما، نبهنى إليه الكاتب الكبير أحمد الإبيارى، الشريط كلغة سينمائية أراه من أقل أعمال فطين عبدالوهاب إبداعا، يتكئ على الحوار العبقرى لأبو السعود الإبيارى، بينما الشاشة فقيرة، فطين أحد أهم أساطين الإخراج وأكثرهم ارتباطا بإسماعيل ياسين الذى قدم له السلسلة الأشهر: إسماعيل ياسين فى (الجيش) و(الطيران) و(الأسطول)، ناهيك عن (ابن حميدو) و(الآنسة حنفى)، وهو أيضا مخرج (إشاعة حب) وغيرها.

الرسالة التى يحملها (الفرسان الثلاثة) تكشف زيف الادعاءات الدينية.. وهكذا تبرز كثيرا السبحة التى تتدلى فى يد العديد من أبطال الفيلم، وخاصة إسماعيل ياسين بعد أن أصبحوا يقبّلون يده تبركًا.

المجلة التى يترأس تحريرها ترفع شعار الفضيلة وتريد تحجيب المجتمع وإغلاق كل أماكن اللهو، وترفع شعار شرعية ملابس المرأة، بينما لا يستطيع أن يجبر ابنته التى أدت دورها (رجاء الجداوى) على شىء، نراها ترتدى (الميكروجيب).

رئيس التحرير تبرأ من خالته لأنها تملك (كباريه)، نقطة التحول تنفجر عندما يتلقى إخطارا بموتها، وهو وريثها، هل سوف يظل متمسكا بمبادئ الفضيلة؟ يتحول فى لحظات من لعن خالته إلى الترحم عليها، فلقد تركت له (الكباريه) واشترطت حتى يحصل على الميراث أن يتولى إدارته، وهو يساوى 50 ألف جنيه، بلغة هذه الأيام 500 مليون جنيه.

يضعف أمام الإغراءات تباعًا ولا يغادر (البار)، ويتقدم للزواج من الراقصة بطلة الفرقة نعمت مختار، وفى موقف تالٍ يسأل: لماذا لا يجمع بين الرقص والحجاب؟ وهكذا يقدم استعراضًا ترتدى فيه الراقصات الحجاب، والمعنى واضح، يكشف زيف هؤلاء الذين بددوا طاقاتهم فى البحث عن شكل يرضى المجتمع، الناس قبل ستة عقود تقبّلت المشهد والرقابة لم تعترض، وكأنه يقول للزبائن: تريدون راقصة إنها أمامكم.. تريدون الزى الشرعى انظروا إنهن محجبات.

ولم تكشف الأحداث فقط تناقضات إسماعيل ياسين، ولكن الآخرين مثل صديقه عبدالسلام النابلسى، الذى جاء من القرية مدعيا الرغبة فى زيارة مساجد (آل البيت) والتبرك بها بينما وجهته الحقيقية الكباريه.

الرقابة المصرية لا يمكن أن تسمح بهذا الفيلم الآن، ولا أدين رئيس الرقابة، فهو يتحرك وفق ترسانة من القوانين تجبره على الانصياع لها، هناك جهات متعددة عليه أن يعود إليها قبل الموافقة، ورغم ذلك، فعندما تقتنع الدولة بضرورة أن يتحرر الخطاب الدينى، وجدنا نوعًا من الحماية لمسلسل مثل (فاتن أمل حربى)، الذى أفلت من قبضة المصادرة، استطاع أن يضع أمامه غطاء من حماية مزدوجة فقهية سعد الدين الهلالى وقانونية نهاد أبوقمصان.

هل نردد مع أم كلثوم (وعايزنا نرجع زى زمان/ قول للزمان ارجع يا زمان)، أم ننتزع من هؤلاء المتزمتين زماننا المفقود؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راقصة بالحجاب راقصة بالحجاب



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates