فاتن وعمر وأحمد حلمى

فاتن وعمر وأحمد حلمى!

فاتن وعمر وأحمد حلمى!

 صوت الإمارات -

فاتن وعمر وأحمد حلمى

بقلم -طارق الشناوي

ظاهرة الزواج الفنى هى إحدى الحكايات التى تتكرر فى العالم كله، تتزوج فنانة مخرجًا فتصبح قيدًا له أو يصبح قيدًا عليها، أو تتزوج النجمة نجمًا، لا يطيق أن يراها فى عمل فنى مع أحد غيره، ليس الأمر دائمًا على هذا النحو، الزواج قد يصبح نورًا يحرك طاقة الإبداع، أو يستحيل إلى نار تحرق الزوجين، جنة أم جحيم هذا هو السؤال؟!!.

شاهدنا عبر التاريخ زيجات كانت هى الطريق للإبداع الخالص، وأخرى أشعلت حرائق الفتنة.

أشهر حالة دخلت التاريخ العربى تلك التى جمعت بين فيروز وعاصى رحبانى، بينما كان بين عاصى وشقيقه منصور توأمة، إنه زواج نادر الحدوث رغم انتهائه بالطلاق، ثم بالرحيل لعاصى، وبعد ذلك توقف منصور عن التعاون مع فيروز، واقتصرت أغانيها بعد ذلك على ألحان زياد ابنها!!.

جمع بين (الأخوين) مزاج فنى واحد، أسفر هذا الثنائى عن حالة وجدانية بدأت فى منتصف الخمسينيات من القرن الماضى، عندما التقيا بالصوت الذى يبحثان عنه، وكأن ألحان الرحبانية تستلهم مفرداتها وألقها من صوت فيروز، فى نفس الوقت كان صوت فيروز يستمد حياته من ألحان الرحبانية، وقدم هذا الثلاثى، الذى أصبح وكأنه فردًا واحدًا، عشرات من أروع الأغنيات والمسرحيات فى تاريخنا الغنائى العربى، ورغم ذلك فإن الرحبانية لم يحتكرا تمامًا صوت فيروز، كانت هناك مساحات لملحنين آخرين.

عبر التاريخ الفنى نجد فنانًا يتزوج فنانة يُشكلان- دويتو- ثنائيًا فنيًا، لكنه لا يفرض على الجمهور، مثلًا أنور وجدى وليلى مراد قدما معًا ثمانية أفلام من أنجح اللقاءات فى السينما العربية، كانت ليلى هى البطلة وأنور يلعب أمامها دور الفتى الأول، وأيضًا يخرج وينتج ويشارك فى السيناريو، هذا هو نصف الكوب الملآن من الحكاية، الآن لديكم النصف الآخر الفارغ، هل تقبل أنور وجدى ببساطة أن تلعب ليلى مراد بطولة أفلام لحساب شركات إنتاج أخرى، لتدر أفلامها أرباحًا طائلة على الآخرين؟، «أنور»- كما روت «ليلى» فى أحد أحاديثها النادرة والخاصة- كان يتعمد افتعال خناقة معها قبل موعد التصوير.

حتى تذهب إلى الاستوديو فى حالة نفسية سيئة، تنعكس سلبًا على أدائها، لم يستطع أنور وجدى أن يعلو على الغيرة المهنية ولا عن مصلحته المادية، كان هدفه احتكار ليلى مراد، وعندما حطمت قيد الحياة الزوجية واضطر إلى طلاقها، أشهر فى وجهها أسوأ سلاح من الممكن أن يوجه لإنسان، سارع باتهامها بالخيانة الوطنية، مستندا إلى ديانتها الأولى اليهودية، وقال إنها تدفع مساعدات مادية لدولة إسرائيل، وهو اتهام يزج بمن يلاحقه إلى حبل المشنقة، حصلت ليلى على البراءة، إلا أن الجرح لم يندمل حتى رحيل أنور.

المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار تزوج فاتن حمامة، بعد قصة حب دفعت فاتن وعز إلى إعلان الزواج قبل موافقة أسرة فاتن، وبرغم طلاقهما نهاية عام 1954، وزواجها من عمر الشريف، لم يتوقف التعاون الفنى بينهما، قدما بعدها فيلمى «بين الأطلال» و«نهر الحب»، والفيلم الثانى شارك فاتن البطولة زوجها عمر الشريف.

وانطلق عمر، ولم تستطع فاتن أن تترك مصر لتلاحق زوجها فى رحلته إلى العالمية، فكان الطلاق هو الحل، وظل عمر حتى آخر أيامه، عندما يسأل عن أكثر امرأة أحبها يقول إن فاتن هى حبه الوحيد.

وفكر أحمد حلمى فى الجمع بينهما فى فيلم واحد، وقال لى إنه كان سيلعب دورًا صغيرًا بجوارهما، ولكن لم يمهل القدر فاتن وعمر، والغريب أن حلمى لم يصارح فاتن باسم المرشح للبطولة أمامها، وقلت له، من حسن حظك أنك احتفظت بالاسم، كان هذا سيصبح اللقاء الأخير بينك وفاتن، وتلك حكاية أخرى!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتن وعمر وأحمد حلمى فاتن وعمر وأحمد حلمى



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates