محسن علم الدين العاشق الولهان

محسن علم الدين العاشق الولهان

محسن علم الدين العاشق الولهان

 صوت الإمارات -

محسن علم الدين العاشق الولهان

بقلم -طارق الشناوي

نظر الملك فريد شوقى للصوان الذى أقيم للأستاذ سعد الدين وهبة فى نوفمبر 1997 بجامع عمر مكرم، وقال: (يا محسن لما أموت اعمل صوان زى ده بالضبط)، وبعد بضعة أشهر نفذ محسن علم الدين وصية الملك.

كان الأستاذ المنتج الكبير محسن علم الدين وزارة شؤون اجتماعية متنقلة، قطعًا الأستاذان الكبيران سعد وهبة وفريد شوقى ليسا بحاجة إلى أى تدخل مادى، ولكن الأستاذ محسن بدون تكليف من أحد تجده يُنهى كل الإجراءات.

محسن اعتبر أن تلك هى مسؤوليته، خاصة مع من هُم بحاجة إلى مساعدة شخصية ونفسية، وكان يتحرك وفق مؤشر إنسانى، مثلًا فى عز الأزمة الصحية التى ألمّت بالمخرجين الكبيرين رأفت الميهى وسعيد مرزوق، لم يتوانَ عن المطالبة بتدخل الدولة وحث كل أصحاب الأقلام على المشاركة فى الضغط على المسؤولين للتحرك.

أحيانًا بكل حياء وخفاء يبدأ فى تحصيل إعانات من الأصدقاء القادرين على المساعدة، غاب عن حياتنا فى الألفية الثالثة تلك الشخصيات الفاعلة فى الحياة الاجتماعية، الكل مشغول بنفسه، ولكن محسن يتعامل مع الحياة الفنية باعتبارها نفسه.

كثيرًا ما كان يردد ويرفع شعار (زمن الفن الجميل)، ورغم أننى أختلف تمامًا مع هذا الإطار الصارم، الذى يقيّد الزمن، وكنت كثيرًا ما أشاغبه قائلًا إن هناك قبحًا أيضًا فى زمنك الجميل يا أستاذ، إلا أنه وحتى اللحظة الأخيرة ظل موقنًا بأن ما عاشه هو فقط الزمن الجميل الخالى من القبح، وكما قال الشاعر: (وعين المحب عن عيب كليلة). قال لى مرة قبل بضعة أشهر: لدىَّ خبر سيسعدك، اتفقت مع المخرج الكبير على بدرخان على فيلم جديد ليعود مجددًا للسينما، لا أتصور أنه كان يملك وقتها أى مقومات مادية سوى الحلم والإرادة، باركت له ولم أسأله كيف عثرت على الميزانية، كنت واثقًا أنه حصل فقط على موافقة بدرخان وسوف يبدأ فى البحث عن مصادر التمويل، رغم أن السوق السينمائية لها مفردات ومحددات أخرى، إلا أنه لم يتوقف عن الحلم.

جمعتنا العديد من اللجان، كنت ولا أزال أرى أن على الدولة إعادة تقديم الدعم المادى المباشر للأفلام، مجددًا ملحوظة توقف الدعم لأسباب روتينية بحتة، لأن ميزانية الدعم فى 2016 لم تتم تسويتها، أتصور أن كل رؤساء المركز القومى المتعاقبين منذ ذلك التاريخ لديهم مأزق قانونى، ولم يجرؤ أحد منهم على فتح كل الأوراق، لنرى بالضبط أين الحقيقة؟ هناك شىء مسكوت عنه، ورغم إلحاحى فى كل اللجان على ضرورة عودة دعم الدولة ماديًا للأفلام كان للأستاذ محسن رأى أكثر مرونة، وهو أن على الدولة أن تخفف من وطأة طلباتها المادية فى التصوير الخارجى، وأن هذا يعد دعمًا ماديًا بطريقة أخرى.

قطعًا رؤية صائبة للمنتج الكبير، ولكن ماذا لو أضفنا إليها دعم الدولة المباشر.

الأستاذ محسن كان شديد الحماس لنوع من السينما التى تتحرك طبقًا لزمن أحبه، فهو يشجع أكثر سينما هنرى بركات وحسين كمال ونادر جلال وعلى عبدالخالق، ولا يحمل حماسًا مماثلًا لسينما داوود وخان والطيب وبشارة وعرفة ومروان، يراها ضد قناعاته، كنا نعلم جميعًا أنه لم يكسب شيئًا من السينما، أنفق كل مدخراته على مشروعات سينمائية لم تعرف النجاح المادى الطاغى، ورغم ذلك ظل يحلم، عندما يتحدث عن السينما يبكى تأثرًا، كثيرًا ما رأيت دموع العاشق الولهان على سينما منحها كل عمره، ومات وهو لايزال يحلم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محسن علم الدين العاشق الولهان محسن علم الدين العاشق الولهان



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates