لا يلدغ «مطرب» من جحر ثلاث مرات

لا يلدغ «مطرب» من جحر ثلاث مرات

لا يلدغ «مطرب» من جحر ثلاث مرات

 صوت الإمارات -

لا يلدغ «مطرب» من جحر ثلاث مرات

بقلم -طارق الشناوي

سارع هاني شاكر بتقديم استقالته وللمرة الثالثة، فهو على مدى سبع سنوات وفي مواجهة أي معركة نقابية يلقي في وجه الجميع بقفاز الاستقالة، إلا أنه وبعد قليل يتراجع، والسيناريو يتكرر حرفياً، تبدأ المناشدات من مجلس النقابة، وينضم بعض المطربين والمطربات والملحنين من خارج المجلس للضغط، بينما يؤكد هاني أنه لن يتراجع، ولسان حاله يردد «أنفد بجلدي».
لا يزال متبقياً في مدة هاني شاكر القانونية كنقيب نحو عام، أتصور أنه سوف يعود مؤكداً أنه سيكمل فقط المشوار، حتى يحل موعد الانتخابات القادمة.
في أكثر من لقاء عندما يسألونه عن موقعه كنقيب تأتي إجابته مستعيد واحدة من أشهر أغانيه «غلطة وندمان عليها».
ربما يراها البعض مجرد «قفشة»، إلا أنه بالفعل في نظري غير مؤهل للمنصب، موقع النقيب يحتاج إلى شخصية أكثر قدرة على الثبات الانفعالي وضبط النفس، هاني سريع الانفعال، وهكذا مثلاً تتابعه في أكثر من لقاء تلفزيوني يقول: «طول ما أنا موجود في هذا المقعد لن أسمح لمطربي المهرجانات بالغناء»، ثم نكتشف أن المعركة التي اندلعت مؤخراً في النقابة، من أشعل فتيلها هو هاني شاكر، عندما تراجع عن موقفه السابق، ووافق أن يمنح حسن شاكوش عضوية النقابة، حتى قبل أن يعتذر شاكوش لعازفي الإيقاع الذين أهانهم على الملأ في أحد الحفلات، وهذا المطرب تحديداً، بين عدد من مطربي المهرجانات تحدى قرار النقيب، ورفض تغيير اسم الشهرة «شاكوش».
ستجد دائماً أن القرار ونقيضه هو مَن يحكم ويتحكم في مسار النقابة، تجاوز هاني في حق ما دأبنا على أن نطلق عليهم «مطربي المهرجانات» في أكثر من برنامج ولقاء عليهم وعلى الهواء، هو يدرك طبعاً أنهم في نهاية الأمر مجبرون علي الصمت والخضوع، بسبب لقمة العيش.
أنا هنا أتحدث عن النقيب هاني وليس المطرب هاني، هناك خط فاصل بينهما، مشوار هاني يصل إلى نحو نصف قرن، حتى لو تباين المستوى بين حقبة زمنية وأخرى، فهذا لا يعني سوى أن هاني استطاع أن يصمد أمام تقلبات الزمن، ابتعد عن ذروة النجاح الجماهيري، هذا حقيقي، إلا أنه كحد أدنى لا يزال داخل الدائرة.
سر أزمة النقابة أنها لم تتمكن من التعامل مع مطربي المهرجانات. لجأت في البداية إلى سلاح المصادرة، وعلى أرض الواقع فشلت في استخدامه، وكان الأجدى بالنقابة أن تشرع في تهيئة المناخ الغنائي الصحي لخلق فن بديل، في الضمير الجمعي سنجد أن نسبة كبيرة من الجمهور تستمع إلى مطربي المهرجانات مرددة أغانيهم، إلا أنهم في العلن يلعنونهم.
نقابة الموسيقيين هي الأكثر عدداً، وأعضاؤها هم الأكثر معاناة، بين كل النقابات الفنية الأخرى، لأنهم على مدى أكثر من عامين وبسبب «كورونا» وندرة الحفلات الغنائية، توقفوا مجبرين عن العمل.
«ترمومتر» الذوق العام الذي يلجأون إليه لطعن هذه الأغاني زئبقي وزجزاجي، وكل إنسان لديه «ترمومتر» خاص به يختار ما يحلو له، ولكن ليس من حق أحد مصادرة ما لا يحب.
هل كانت غلطة هاني أنه وافق قبل سبع سنوات على الترشح لمقعد النقيب؟ نعم هي غلطة، هل هو حقاً ندمان عليها؟ لا أظن، لأنه في السنوات الأخيرة عاد مرتين بعد استقالته. كل المؤشرات تؤكد أن سيفعلها مجدداً ويعود، ليُلدغ من نفس الجحر ثلاث مرات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يلدغ «مطرب» من جحر ثلاث مرات لا يلدغ «مطرب» من جحر ثلاث مرات



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates