داوود عبدالسيد بره الصندوق

داوود عبدالسيد (بره الصندوق)!

داوود عبدالسيد (بره الصندوق)!

 صوت الإمارات -

داوود عبدالسيد بره الصندوق

بقلم -طارق الشناوي

أول سينمائى أعرفه عن قرب هو داوود عبدالسيد، كنت طالبًا بكلية الإعلام وأتدرب فى (روزاليوسف)، وكان المركز القومى للسينما بصدد احتفالية لبلوغ المخرج السينمائى التسجيلى صلاح التهامى عامه الستين، وصدر (كتيب) تسابق تلاميذه فى الكتابة، قرأت المقالات استوقنى اسم داوود عبدالسيد، أسلوبه فى الكتابة خاص ومختلف فى اختيار المفردات، كان قد أخرج عددًا من الأفلام التسجيلية، ولم أكن قد شاهدتها، ولكن اسمه يتردد فقط فى الصحافة عن استعداده لتقديم فيلمه الروائى الطويل الأول (كفاح رجال الأعمال).

اقتربت أكثر من داوود وشاهدت كل أفلامه التسجيلية، وقرأت عددًا من أعماله على الورق، استشعرت أن لديه ومضة إبداعية مختلفة، أخبرنى بأنه قرأ تحقيقًا صحفيًا للكاتبة كريمة كمال فى (صباح الخير)، يريد رقم تليفونها لتحويل التحقيق إلى فيلم.

كنت أعرف كريمة بحكم تواجدى بـ(روزاليوسف)، ولم تكن قد سمعت باسمه بعد، المشكلة الأكبر أن أحد المخرجين الأكثر حضورًا فى (الميديا) كان قد تواصل بالفعل معها لتحويل التحقيق إلى فيلم.

قلت لها إن داوود أكثر موهبة، وأعطيته رقم تليفونها، ومرَّ زمن، ولم نَرَ الفيلم، إلا أنه كان بداية شرارة قصة حب أفضت إلى زواج، ثم إنجاب طفلهما الوحيد يوسف، وهو الاسم الذى يتردد كبطل لأفلام داوود.

أفلامه الروائية لم تتجاوز تسعة، تلك التى شكلت الخريطة الإبداعية للمخرج الكبير، كانت تحفر بعمق فى الوجدان، يحلو لأصدقاء داوود أن يطلقوا عليه (حكيم الجيل)، فهو يتأنى فى اختيار الكلمة عندما يتكلم ويفكر ألف مرة قبل أن يمسك القلم ويكتب، ولا يشرع فى التصوير إلا بعد أن يتجسد فى خياله الشريط السينمائى فيبدأ تنفيذه.

امتلك داوود عبدالسيد ميكروسكوبًا وتليسكوبًا معًا، كان يقترب بالميكروسكوب من التفصيلة الدقيقة ليصنع منها عالمًا مترامى الأطراف، وفى نفس الوقت كان قادرًا بنظرة من خلال التليسكوب أن يُرينا الكون كله فى لقطة واحدة، يمزج وجدانه مع أحاسيس الناس، ويحيل كل ذلك إلى أفلام تحتل مكانة دائمة فى وجداننا بعقل الميكروسكوب وقلب التليسكوب!!

داوود عبدالسيد دفعة 1967 فى معهد السينما، كان من بين زملائه على نفس التختة على بدرخان وخيرى بشارة.. وبينما بدرخان أخرج عام 73 أول أفلامه (الحب الذى كان) وبشارة 82 (العوامة 70)، كان داوود ينتظر الفرصة، سنوات الانتظار أحالها إلى فعل إيجابى يمنحه قدرًا أكبر من التأمل ليطرح ثمارًا ناضجة فى (الصعاليك) 1985 رؤية عميقة لما كان يُعرف بسينما الانفتاح، قدم لمسته الخاصة وزاوية رؤيته العميقة.

فى الأشهر الأخيرة تردد خبر اعتزال داوود، وفى حوار مع (سكاى نيوز عربية) وضحت الرؤية، داوود على مدى عشر سنوات مبتعد بالفعل ولديه أكثر من مشروع، بينها سيناريو اسمه (حُب)، رشح لبطولته محمد رمضان، لسبب أو لآخر توقف، ليس هذا هو المشروع الوحيد، أوضح داوود أنه لو وجد المناخ الصحى سيعود، وليس لديه مانع فى العمل عبر المنصات، طالما تمتع بحريته فى التعبير، فهو لم يعتزل ولكنه (أُعتزل) أى عمليًا أُجبر على اتخاذ هذا القرار، داوود يستحق قطعًا جائزة (النيل) عن إنجازه الفنى (بره الصندوق).

سيحاسبنا التاريخ كثيرًا، لأنه لا يليق بنا ألا يقدم فيلمه الروائى العاشر، أتمنى أن تجد الفنانة الوزيرة د. إيناس عبدالدايم حلًا (بره الصندوق)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داوود عبدالسيد بره الصندوق داوود عبدالسيد بره الصندوق



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates