جزاء سنمار

جزاء سنمار

جزاء سنمار

 صوت الإمارات -

جزاء سنمار

بقلم - مشعل السديري

تقول الروايات التاريخية شبه الخيالية، إن هناك قبائل بدائية كانت تأكل البشر مثلما تأكل الحيوانات – وهذه الروايات من وجهة نظري تدخل في دائرة الأساطير، غير أن الأساطير في بعض الأحيان النادرة تتحول إلى حقائق.
وإليكم ما حصل في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1972، غادر فريق الرغبي من (الأوروغواي) بمعنويات عالية، كانوا متحمسين للقيام بالرحلة عبر الأرجنتين وعبر جبال الإنديز إلى حيث سيلعبون في المباراة ضد الفريق الآخر. كان اللاعبون الـ19 يجلبون معهم 21 فرداً من الأصدقاء، لكنهم لا يملكون أدنى فكرة أن هذه الرحلة ستجعلهم يقاتلون من أجل بقائهم على قيد الحياة.
فقد تحطمت الطائرة على قمة جبل ثلجي، لم ينجُ من (40) راكباً سوى (16) بين رجل وامرأة، ولم تصلهم النجدة إلا بعد (72) يوماً.
وعندما نفد طعام الطائرة، لم يكن أمامهم إلا أن يقطعوا من جثث زملائهم الموتى ويأكلوها، والمؤلم أن أحد الناجين تصدى للآخرين أن يمدوا أيديهم إلى جثة حبيبته الميتة، وكان هو الوحيد الذي أكل من لحمها.
وهناك من لم يأكل لحم الأوادم ولكن أكل لحم الكلاب، فقد ذكرت وسائل إعلام في كندا أن (ماركو لاغوا)، ذهب في رحلة على متن زورقه في شمال الكيبيك في يوليو (تموز) ولم يعرف عنه شيء من حينها، ولكن زورقه عندما تعطل نزل منه مع كلبه ونصب خيمته وسط الثلوج. ويكشف (لاغوا) فيما بعد أن دباً هاجم خيمته فدمر معداته وأتى على الطعام الذي كان معه، غير أن كلبه من نوع (الراعي الألماني) هو الذي أنقذه، وأبعد الدب عنه بعد أن أصيب هو وكلبه بجراح، وما هي إلا أيام ثلاثة حتى وجد الرجل نفسه يتضور من الجوع وعاجزاً عن إحضار الطعام بسبب كسر كاحله من عضة الدب، فأقدم على قتل كلبه وأكله لينقذ نفسه.
يذكر أن رحلة (لاغوا) كانت مقررة لشهرين، وقد بلغت عائلته عن اختفائه، وتمكنت السلطات من العثور عليه في وضع صحي سيئ نقل على أثره إلى المستشفى.
وهذا الرجل مع كلبه ذكراني بمثل: (جزاء سنمار).
وسنمار هذا بنّاء رومي أحضره (النعمان بن المنذر) ليبني له قصراً واستغرق البناء (20) سنة وأطلق عليه اسم قصر (الخورنق)، وأراد سنمار أن يعود إلى بلاده، غير أن النعمان لا يريد أن يكون في الدنيا قصر أجمل من قصره، لهذا أقدم على قتل سنمار.
وما أكثر الناس اليوم الذين يطبقون هذا المثل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزاء سنمار جزاء سنمار



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates