«سيغنال» التطبيق المشفّر
آخر تحديث 19:27:16 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 16 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

«سيغنال» التطبيق المشفّر!

«سيغنال» التطبيق المشفّر!

 صوت الإمارات -

«سيغنال» التطبيق المشفّر

بقلم - إميل أمين

 

ما الذي جرى خلال الأسبوع الماضي، وأدخل الولايات المتحدة في أزمة أمن قومي واسعة وخطيرة؟

القصة باختصار، هي أن رئيس تحرير مجلة «أتلانتيك» الأميركية الشهيرة، غير الصديق للرئيس ترمب، قد عرف طريقه إلى مصباح سحري، عبر تطبيق عصراني يدعى «سيغنال»، حيث هبطت عليه من السماء معلومات وافية وشافية تخص العمليات العسكرية الأميركية في اليمن، والقصف الذي يجري ضد جماعة الحوثي.

بطريق ما وجد جيفري غولدبرغ نفسه، ضمن مجموعة عالية المستوى من كبار مسؤولي إدارة ترمب، وعلى رأسهم نائب الرئيس جي دي فانس ومستشار الأمن القومي مايك والتز، وغيرهما من عسكريين كبار، حيث كانوا يناقشون التخطيط لضربات الحوثي، التوقيت، الرسائل السياسية، الخطط العملياتية، وما إلى ذلك. هل ما جرى حادثة أم كارثة؟

المؤكد في كل الأحوال أنه أمر خطير؛ فمثل تلك النقاشات المتعلقة بأعلى درجات الأمن القومي في حالة الحرب، تجري عادة في غرف آمنة مزودة بقدرات عالية ضد التجسس، حيث لا تسمح البنى الهيكلية بتسرب أيٍّ مما يقال إلى الخارج، ولا تُستخدَم فيها الجوالات الشخصية، وهناك عادة خطوط مؤمَّنة بأعلى درجات السرية. نحن أمام سؤالين استراتيجيين:

الأول: من سمح بعقد مثل هذا الاجتماع عبر تطبيق «سيغنال» التجاري، وعلى الضد من كل إجراءات الحماية الاستخبارية المطلوبة؟

الآخر: وهو الأكثر حيرة، ويتعلق بكيفية إضافة اسم جيفري غولدبرغ، إلى قائمة المتحدثين، وهل الأمر مجرد خطأ إداري، أم أن هناك من استطاع اختراق التطبيق، وإضافة اسم الرجل؛ بهدف توجيه ضربة ساحقة ماحقة لترمب وإدارته؟ في كل الأحوال، لا ينبغي البحث عن الجواب، خارج السياق العام لما يحدث في واشنطن، حيث الهدف الأكبر والأخطر، هو هدم «الكاتدرائية الأميركية التقليدية»، واستيلاد أميركا الأخرى.

لفظة الكاتدرائية هنا لا تعني مكان العبادة الروحي، بل المؤسسة التقليدية البيروقراطية، التي قامت عليها الدولة المعروفة، وفي المقدمة منها ما يعرف بالمؤسسة العميقة، حيث التشابكات والترابطات بين الاقتصاد والعسكرة والسياسية.

دلف ترمب وجماعته إلى البيت الأبيض وفي أذهانهم مخطط لتغيير وجه البلاد التي حرفها وجرفها اليسار الديمقراطي المتطرف بقيادة جو بايدن وكامالا هاريس، وقد كان الهدف مقبولاً جداً من الجماهير الأميركية الغفيرة، تلك التي صوَّتت للرئيس السابق وأعادته إلى البيت الأبيض من جديد.

غير أن المشهد مضى في طريق آخر، حيث بدا وكأن سيد البيت الأبيض، قد أوكل للفتى المعجزة إيلون ماسك التخلص من أركان تلك الدولة العميقة، ولم يعد سراً أنه مضى في طريق تفكيك وربما لاحقاً تفخيخ، أساسات تلك الجماعات ذات النفوذ، بدءاً من المجمع الاستخباري، مروراً بالبنتاغون، وصولاً إلى أروقة الخارجية، بحيث بدا المشهد وكأنه انقلاب ضد الدولة الفيدرالية البيروقراطية.

هنا يتساءل البعض في قلب واشنطن: «هل كان إقحام اسم غولدنبرغ أمراً مقصوداً من جانب بعض تلك الجهات التي تتعرض للعسف والخسف، وبهدف إظهار الفوضى العارمة والافتقاد لأدنى درجات الكفاءة والمسؤولية داخل إدارة ترمب، حيث ما جادت به الأقدار يعكس مستوى غير مسبوق من اللامبالاة والاستهتار؟ في ردة الفعل الأولى لصاحب المكتب البيضاوي على أزمة «أتلانتيك – غيت»، نجده يحاول التخفيف من وقعها، بالقول إنه يثق في قدرات مايك والتز الذي تعلم الدرس بالفعل.

غير أنه ومع ارتفاع أصوات الديمقراطيين في الكونغرس، وجلسات الاستماع التي تبدأ من عند رئيس مجمع الاستخبارات تولسي غابارد، بدا وكأن ترمب يبحث بالفعل عن كبش فداء يحمّله وزر الفضيحة.

تعكس نصوص المحادثات التي جرت، رؤية نائب الرئيس لمستقبل البلاد، حيث يعد أن الضربات الموجهة للحوثي ليست استراتيجية في ذاتها، بقدر ما كانت «رسالة لإظهار القوة على الساحة العالمية».

هذا التصريح - المسرب - حكماً سوف يرتد في موسكو وبكين، وعند الكثير من القوى الدولية متوسطة الأوزان، عبر السير من جديد في طريق العسكرة، وهذه قضية تستحق مراجعة أخرى.

أما السر الأكبر والأشد هولاً فيما جرى، فيمكن تلخيصه بالقول إن إدارة ترمب تعمل في «التفريعة»، أي في جانب بعيد عن إجراءات الدولة الاتحادية التقليدية.

اختيار «سيغنال» هو تنفيذ لما ورد في مشروع 2025، الصادر عن مؤسسة «هيرتاج» (التراث) التي تشكل العقل الفاعل والنافذ وراء هذه الإدارة. أوصى المشروع باستخدام تطبيقات مشفرة لإدارة شؤون الدولة؛ بهدف التحايل على قوانين حفظ السجلات الرسمية.

هل أميركا منقسمة في داخلها من جديد، بحيث ينفتح المجال العام لتحقق استشرافات النرويجي الكبير يوهان غالتونغ عن نهاية الدولة الفيدرالية الأميركية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سيغنال» التطبيق المشفّر «سيغنال» التطبيق المشفّر



GMT 01:27 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

معقول كله من المَطاعيم؟!

GMT 01:26 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

أميركا وروسيا.. عالمٌ يبتعد عن النهاية

GMT 01:23 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

البخور بخاراً

GMT 01:23 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

مصالحة من أجْل الترميم

GMT 01:23 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

من اليمن إلى الصومال... من جديد

GMT 01:22 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

ميليشيا الحوثي ولحظة الحسم

GMT 01:21 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

مفاوضات عُمان: فرص التفاهم هشة والمواجهة محتملة

GMT 01:19 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

معركة اليونسكو

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 11:27 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 18:31 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 05:00 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

صدور المجموعة القصصية "شيء عابر" لـ "سمر الزّعبي"

GMT 14:06 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أنغام تظهر بإطلالة شبابية في أحدث جلسة تصوير لها

GMT 02:09 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

مدن رومانية منها تنطلق كل الأساطير

GMT 11:15 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة لطيفة تُعلن سبب نجاح ألبومها الجديد

GMT 19:28 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

ليلى غفران تنشر صورتها مع ابن شقيق صدام حسين

GMT 18:03 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

فساتين الريش أحدث موضة في ربيع 2019

GMT 07:35 2015 السبت ,31 كانون الثاني / يناير

"معرض القاهرة للكتاب" يشهد ندوة عن "الفن التشكيلي"

GMT 08:10 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تلغي 336 وظيفة في اطار عملية اعادة هيكلة

GMT 16:58 2014 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

البذلة ذات المطبوعات عنوان الأناقة العصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates