«سيغنال» التطبيق المشفّر
آخر تحديث 22:57:01 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 30 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

«سيغنال» التطبيق المشفّر!

«سيغنال» التطبيق المشفّر!

 صوت الإمارات -

«سيغنال» التطبيق المشفّر

بقلم - إميل أمين

 

ما الذي جرى خلال الأسبوع الماضي، وأدخل الولايات المتحدة في أزمة أمن قومي واسعة وخطيرة؟

القصة باختصار، هي أن رئيس تحرير مجلة «أتلانتيك» الأميركية الشهيرة، غير الصديق للرئيس ترمب، قد عرف طريقه إلى مصباح سحري، عبر تطبيق عصراني يدعى «سيغنال»، حيث هبطت عليه من السماء معلومات وافية وشافية تخص العمليات العسكرية الأميركية في اليمن، والقصف الذي يجري ضد جماعة الحوثي.

بطريق ما وجد جيفري غولدبرغ نفسه، ضمن مجموعة عالية المستوى من كبار مسؤولي إدارة ترمب، وعلى رأسهم نائب الرئيس جي دي فانس ومستشار الأمن القومي مايك والتز، وغيرهما من عسكريين كبار، حيث كانوا يناقشون التخطيط لضربات الحوثي، التوقيت، الرسائل السياسية، الخطط العملياتية، وما إلى ذلك. هل ما جرى حادثة أم كارثة؟

المؤكد في كل الأحوال أنه أمر خطير؛ فمثل تلك النقاشات المتعلقة بأعلى درجات الأمن القومي في حالة الحرب، تجري عادة في غرف آمنة مزودة بقدرات عالية ضد التجسس، حيث لا تسمح البنى الهيكلية بتسرب أيٍّ مما يقال إلى الخارج، ولا تُستخدَم فيها الجوالات الشخصية، وهناك عادة خطوط مؤمَّنة بأعلى درجات السرية. نحن أمام سؤالين استراتيجيين:

الأول: من سمح بعقد مثل هذا الاجتماع عبر تطبيق «سيغنال» التجاري، وعلى الضد من كل إجراءات الحماية الاستخبارية المطلوبة؟

الآخر: وهو الأكثر حيرة، ويتعلق بكيفية إضافة اسم جيفري غولدبرغ، إلى قائمة المتحدثين، وهل الأمر مجرد خطأ إداري، أم أن هناك من استطاع اختراق التطبيق، وإضافة اسم الرجل؛ بهدف توجيه ضربة ساحقة ماحقة لترمب وإدارته؟ في كل الأحوال، لا ينبغي البحث عن الجواب، خارج السياق العام لما يحدث في واشنطن، حيث الهدف الأكبر والأخطر، هو هدم «الكاتدرائية الأميركية التقليدية»، واستيلاد أميركا الأخرى.

لفظة الكاتدرائية هنا لا تعني مكان العبادة الروحي، بل المؤسسة التقليدية البيروقراطية، التي قامت عليها الدولة المعروفة، وفي المقدمة منها ما يعرف بالمؤسسة العميقة، حيث التشابكات والترابطات بين الاقتصاد والعسكرة والسياسية.

دلف ترمب وجماعته إلى البيت الأبيض وفي أذهانهم مخطط لتغيير وجه البلاد التي حرفها وجرفها اليسار الديمقراطي المتطرف بقيادة جو بايدن وكامالا هاريس، وقد كان الهدف مقبولاً جداً من الجماهير الأميركية الغفيرة، تلك التي صوَّتت للرئيس السابق وأعادته إلى البيت الأبيض من جديد.

غير أن المشهد مضى في طريق آخر، حيث بدا وكأن سيد البيت الأبيض، قد أوكل للفتى المعجزة إيلون ماسك التخلص من أركان تلك الدولة العميقة، ولم يعد سراً أنه مضى في طريق تفكيك وربما لاحقاً تفخيخ، أساسات تلك الجماعات ذات النفوذ، بدءاً من المجمع الاستخباري، مروراً بالبنتاغون، وصولاً إلى أروقة الخارجية، بحيث بدا المشهد وكأنه انقلاب ضد الدولة الفيدرالية البيروقراطية.

هنا يتساءل البعض في قلب واشنطن: «هل كان إقحام اسم غولدنبرغ أمراً مقصوداً من جانب بعض تلك الجهات التي تتعرض للعسف والخسف، وبهدف إظهار الفوضى العارمة والافتقاد لأدنى درجات الكفاءة والمسؤولية داخل إدارة ترمب، حيث ما جادت به الأقدار يعكس مستوى غير مسبوق من اللامبالاة والاستهتار؟ في ردة الفعل الأولى لصاحب المكتب البيضاوي على أزمة «أتلانتيك – غيت»، نجده يحاول التخفيف من وقعها، بالقول إنه يثق في قدرات مايك والتز الذي تعلم الدرس بالفعل.

غير أنه ومع ارتفاع أصوات الديمقراطيين في الكونغرس، وجلسات الاستماع التي تبدأ من عند رئيس مجمع الاستخبارات تولسي غابارد، بدا وكأن ترمب يبحث بالفعل عن كبش فداء يحمّله وزر الفضيحة.

تعكس نصوص المحادثات التي جرت، رؤية نائب الرئيس لمستقبل البلاد، حيث يعد أن الضربات الموجهة للحوثي ليست استراتيجية في ذاتها، بقدر ما كانت «رسالة لإظهار القوة على الساحة العالمية».

هذا التصريح - المسرب - حكماً سوف يرتد في موسكو وبكين، وعند الكثير من القوى الدولية متوسطة الأوزان، عبر السير من جديد في طريق العسكرة، وهذه قضية تستحق مراجعة أخرى.

أما السر الأكبر والأشد هولاً فيما جرى، فيمكن تلخيصه بالقول إن إدارة ترمب تعمل في «التفريعة»، أي في جانب بعيد عن إجراءات الدولة الاتحادية التقليدية.

اختيار «سيغنال» هو تنفيذ لما ورد في مشروع 2025، الصادر عن مؤسسة «هيرتاج» (التراث) التي تشكل العقل الفاعل والنافذ وراء هذه الإدارة. أوصى المشروع باستخدام تطبيقات مشفرة لإدارة شؤون الدولة؛ بهدف التحايل على قوانين حفظ السجلات الرسمية.

هل أميركا منقسمة في داخلها من جديد، بحيث ينفتح المجال العام لتحقق استشرافات النرويجي الكبير يوهان غالتونغ عن نهاية الدولة الفيدرالية الأميركية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سيغنال» التطبيق المشفّر «سيغنال» التطبيق المشفّر



GMT 23:50 2025 السبت ,24 أيار / مايو

قرن بلا مؤلف... حتى الآن

GMT 23:50 2025 السبت ,24 أيار / مايو

العربُ في خضم زمن جديد

GMT 23:49 2025 السبت ,24 أيار / مايو

بين حضور الرئيس وانصرافه!

GMT 23:49 2025 السبت ,24 أيار / مايو

أسرار المال الديني

GMT 23:48 2025 السبت ,24 أيار / مايو

يقف وظهره للحائط

GMT 23:47 2025 السبت ,24 أيار / مايو

أغرب ما يُطيل العُمر

GMT 23:47 2025 السبت ,24 أيار / مايو

فخ البيت الأبيض!

GMT 23:46 2025 السبت ,24 أيار / مايو

يا لبؤس العرب

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 16:48 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد فتحي يؤكّد انتهاءه من تصوير أول بطولة مطلقة له

GMT 10:12 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

جزر سيشل الطبيعة الأنقى على الإطلاق في العالم

GMT 16:33 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف سمكة تعيش في خندق على عمق 8،134 مترًا

GMT 14:42 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

التراث حين يُستعاد قصصاً

GMT 19:10 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:52 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 50 شاطئ في العالم لعام 2018

GMT 17:36 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تعلن عن كشف أثري للملك رمسيس الثاني

GMT 13:45 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

تقرير عن حالة الطقس من الثلاثاء وحتى الجمعة

GMT 09:17 2018 السبت ,05 أيار / مايو

“الإيموجي”يهدد المهارات اللغوية للشباب

GMT 05:12 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

عمومية "إعمار" تناقش التوزيعات الثلاثاء

GMT 09:58 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

تعرّف على أكبر بحيرة للمياه العذبة في فيتنام

GMT 13:14 2014 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

جماعة أنصار الله في اليمن تقيل محافظ الحديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates