بقلم :منى بوسمرة
الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب لا تتهم الدوحة ظلماً برعاية جماعات التخريب والفتنة، وتحديداً جماعة الإخوان الإرهابية، بهدف بث الفوضى في دول الخليج العربي ومصر، والغدر القطري دفع بباهظ الأموال لهذه الجماعة حصراً، لدور خبيث مرسوم مسبقاً، وتحديداً تجاه الإمارات ودول شقيقة أخرى، والمعلومات والأدلة والوثائق تثبت أن الدوحة تمارس الغدر سراً، وتدّعي الأخوة والجيرة علناً.
الذي تابع مقابلة العضو السابق في التنظيم السري لجماعة الإخوان في الإمارات عبد الرحمن بن صبيح السويدي، يصيبه الذهول أمام هذه الإدارة والرعاية القطرية لجماعة حزبية إرهابية تريد أن تستولي على السلطة، وتعقد اجتماعات سرية لأعضاء خليجيين بعيداً عن أعين الرقابة في دول إسلامية وآسيوية وأوروبية من أجل أدوار محددة، وقد أشار السويدي إلى مخططات الجماعة المدعومة قطرياً وسعيها إلى إحداث فوضى في الإمارات.
تثبت الأدلة والمعلومات أن تنظيم الإخوان أشبه بالعصابات التي تعمل في الخفاء وتدار بطرائق مثيرة للريبة، ويقف وراءها إضافة إلى الدوحة عواصم وأجهزة أمنية إقليمية اخترقت هذا التنظيم وتوظفه لأهداف محددة، ووصل حال هذه الجماعة التي تدعي أنها سياسية إلى تشكيل تنظيمات عسكرية موازية وتنظيمات سرية في كل بلد، إضافة إلى التنظيم الأكبر العالمي الذي يدير الجميع، ويرهنها بأهدافه تحت شعارات دينية يتم عبرها استقطاب عامة الناس.
السويدي، الذي تحدّث عن اجتماعات التنظيم السري الذي يضم إماراتيين خارج الدولة، وتلقّي بعض أعضائه دورات إعلامية في قناة «الجزيرة»، يؤكد أن الدوحة، التي تموّل هذا التنظيم وعموم جماعة الإخوان، كانت تؤسس لطائفة إرهابية انقلابية لها أدوار محددة، وقطر هي الأم الحاضنة للجماعة، وكانت تخطط لغدر الإمارات، متجاوزة الجيرة وروابط القربى والدم والتاريخ المشترك.
هذه المقابلة، التي أثارت اهتمام الملايين، فضحت النظام الحاكم في قطر ودوره الذي لم يعد سرياً، وأثبتت الوقائع والأدلة تورط الدوحة في تهديد أمن الإمارات عبر جمعية الإصلاح، وعبر بناء وتأسيس شبكات استخبارية، وتجنيدها جواسيس وعملاء للإضرار باستقرار الدولة، وهذا يفسر في جانب منه تجاهلها كل النداءات بوقف دعم الإرهاب وبث الفوضى في العراق واليمن وسوريا وليبيا، والسعي لتصنيع تنظيمات ورموز مجرمة من أجل أن يتبعها الناس، بهدف أن تتمدد عدوى التخريب إلى كل مكان في العالم العربي.
على الدوحة وغيرها أن يعرفوا أن الأمن في الإمارات أقوى مما يظنون، فهذا الأمن مصون بمؤسساتنا المحترفة التي ترعاها القيادة الرشيدة، وهي مؤسسات همها الأول والأخير صون أمن الإمارات وشعبها ومن يعيشون فيها، ويكفي هذه المؤسسات فخراً أنها أحبطت كل محاولات التسلل إلى بلادنا، وحفظت حياة الناس بهمة وخبرة واحتراف، وستبقى على عهدها منذورة لشعبنا وبلادنا، وكل همها رد الغادرين، وهو ما نجحت فيه بامتياز على مدى العقود الماضية.
لقد تسببت الدوحة في سفك دماء الأبرياء في كل مكان، عبر دعمها جماعات كهذه تتبنى منهجاً تنسبه إلى الإسلام زوراً وبهتاناً، ولا تجد الدوحة من رد يكشف تذاكيها على الجميع سوى طلبها أدلة دعمها للإرهاب، في حين أن الأدلة واضحة ظاهرة في دول كثيرة، وستأتينا الأيام بمزيد منها، يُثبت أن الدوحة مجرد ورم خبيث في هذه المنطقة.