بقلم : منى بوسمرة
كل يوم تشرق فيه الشمس على مملكة البحرين الشقيقة، هو يوم للعز لهذه المملكة العربية بتاريخها الممتد عبر آلاف السنين، التي كانت وستبقى مملكة قوية في وجه كل التحديات ومهما طالها من مؤامرات.
البحرين التي احتفلت بيومها الوطني هي جزء من الخليج العربي، ومن استقراره وأمنه وحياة شعبه الموحد، وهي كانت وما زالت نموذجاً للتسامح والتعايش بطيبة أهلها على المدى، وبكل تنويعاتها الاجتماعية، وقدمت الدليل تلو الدليل على أن لديها القدرة على التماسك ودحر كل التحديات، خاصة ما يتعلق بالإرهاب وأطماع عواصم إقليمية لنشر الفوضى في ربوعها، ومن أجل إنتاج دول جديدة في المنطقة على أساس التبعية الطائفية لها، وليس على أساس مواطنتها، وهو رهان خاسر بكل الأحوال.
لقد شهدت البحرين طوال عقود حالة مثالية من النماء والازدهار، ونتابع يومياً كيف أنها ماضية بقوة في صياغة ورصد خطط مختلفة من أجل المستقبل، ومن أجل المواطن البحريني على صعيد حياته وحقوقه وحرياته، وحقه في التنمية والازدهار والكرامة، في ظل حكم رشيد يعامل مواطنيه على أساس عادل وبدرجة متساوية، فالكل في المملكة سواء في خطط الارتقاء والتطوير، مثلما أنها لكل واحد ينتمي إليها، وهذا يفسر في الأساس عدم قدرة كثيرين على التسلل إلى هذه اللحمة الوطنية المتماسكة.
إن مملكة البحرين إحدى دول مجلس التعاون الخليجي ودورها في هذا المجلس مهم جداً، ونرى هذا التطابق في وجهات النظر مع الإمارات والمملكة العربية السعودية وبقية الدول، عدا تلك التي تصر على أن تكون ورماً في هذه المنطقة، فتمد أطماعها وتطلعاتها إلى كل مكان في ظل تعاطيها لأوهام القوة والسلطة، وإحياء إمبراطوريات هوت وتبددت، وللمفارقة يمكن القول إنها هوت وتبددت على يد العرب المسلمين بما يجعل التاريخ قابلاً للمطابقة والمقارنة، ولو من باب رغبة هؤلاء في الثأر لزمن مضى، كما أنه من المعيب أن نرى عواصم عربية تتورط في هذه المخططات، من أجل النيل من البحرين وأمنها واستقرارها، وهي هنا تنفذ عامدة مخططات تدرك غاياتها النهائية ومآلاتها التي تسعى لفرضها.
إننا، في اليوم الوطني السادس والأربعين لمملكة البحرين، نرى في المنجزات المختلفة سياسياً واقتصادياً دليلاً آخر على أن شعوب هذه المنطقة لديها القدرة على أن تقف بقوة في وجه أي تحديات، مثلما أن هذا دليل على أن المملكة، على الصعيد السياسي والاستراتيجي، لديها من القدرات ما يجعلها تصوغ تحالفاتها جيداً في وجه كل هذه المشاريع والأطماع.
هذه واحة أمن واستقرار ورخاء ورفاه، وستبقى كذلك من أجل شعب البحرين وحاضره ومستقبله، ومن أجل الخليج العربي والعالم العربي، وهذا ليس غريباً، إذ إنها ليست طارئة على التاريخ والجغرافيا، والكل يدرك أنها على خريطة الحياة منذ آلاف السنين، وهذه الطاقة المخزونة ستبقى حاضرة، ولا شك في أنها ستبقى، وسيزول كل من يحاول تهديدها أو العبث بأمنها واستقرارها.
نهنئ الأهل في مملكة البحرين، ونتمنى لهم عاماً جديداً يحققون فيه مرادهم على كل المستويات، وسوف تثبت الأيام أن مملكة البحرين ثابتة بإرادة شعبها ورؤية قيادتها، ووقوف الأشقاء معها في وجه الطامعين في النيل من عروبتها واستقرارها.