مائة عام وعام
آخر تحديث 23:08:38 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 8 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

مائة عام وعام

مائة عام وعام

 صوت الإمارات -

مائة عام وعام

بقلم - إنعام كجه جي

«الشيخوخة سلالم نرتقيها وليست درجاً ينزل بنا إلى القبر». صاحب هذه العبارة هو الفيلسوف الفرنسي إدغار موران الذي احتفل قبل يومين ببلوغه عامه الأول بعد المائة. يرى الرجل المئوي أن كل درجة في سلالم الشيخوخة تكتسب قيمتها من الدرجات التي سبقتها. كل تجربة تضفي قيمة أكبر على الخطوة التالية. وبهذا فإن الشيخوخة بحث وتغيير مستمر.
منذ سبعين عاماً وموران يحتل موقعاً عالياً في علم الاجتماع. شغل مناصب في مراكز الأبحاث وكتب عشرات المؤلفات ومئات المقالات وشارك في إخراج أفلام مهمة. يقول إنه صنع نفسه بنفسه لكنه يحمل الدكتوراه الفخرية من ثلاثين جامعة في الشرق والغرب. وله أوسمة شرف عديدة من بلده الأم فرنسا، وكذلك من البرتغال وإسبانيا والمغرب. نال تكريمات عالمية لا تحصى، منها جائزتا «ابن خلدون» من تونس و«ابن سينا» من المغرب.
إنه واحد من سلالة جميلة من مثقفين موشكين على الانقراض. له نظرياته المجددة في الفلسفة والاجتماع. والمجال لا يتسع هنا لشرحها. وله، بالإضافة إلى علومه، رأي مسموع في القضايا التي شغلت الإنسانية في القرن الماضي وهذا القرن. مثقف لم يكتفِ بالكلام والتنظير. انخرط في الحرب الأهلية الإسبانية إلى جانب الجمهوريين. حارب في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني. ولد لأسرة يهودية واعتنق العلمانية. تعامل مع الأديان بمنطق العقل. أعجبته البوذية لأنها لا آلهة فيها، حسب قوله. نشأ اشتراكياً وانتمى في شبابه للحزب الشيوعي وانفصل عنه مبكراً. قال إن تأثره بطرده من الحزب يشبه حزناً طفولياً، موجع لكنه عابر.
والمثقفون الموشكون على الانقراض هم أولئك التنويريون الذين يجتهدون لأن يكونوا ضمير الإنسانية في أزمنتها الصعبة. وقف إدغار موران ضد استعمار فرنسا للجزائر وكانت له مواقف من النزاع العربي الإسرائيلي. سمّاه السرطان واستنكر تحول اليهود من شعب مُضطهَد، بفتح الهاء، إلى مضطهِدين للشعب الفلسطيني. انتقد نظرة إسرائيل الأحادية للأمور. كان شجاعاً حين أعلن أن من يلاحَقون في فرنسا وغيرها بتهمة معاداة السامية لا ينطلقون من كراهية اليهود بل بسبب سياسات إسرائيل. نشر مقالاً في جريدة «لوموند» معترضاً على احتكار اليهود لصفة ضحايا المحرقة وتقليلهم من معاناة أقوام غيرهم تعرضوا للإبادة. منفيو الغولاغ. الغجر. الأرمن. الأفارقة العبيد والهنود الحمر. استخدم مفردات «استعمار» و«تمييز عنصري» و«حجز الفلسطينيين في غيتو» في وصف ما تقوم به الدولة العبرية في الأراضي المحتلة.
بسبب ذلك المقال الذي وقّعه معه اثنان من زملائه، حوكم إدغار موران بتهمة «التشهير العنصري وامتداح أفعال إرهابية». أقامت الدعوى منظمات يهودية وتجمع «محامون بدون حدود». قضت المحكمة بإدانة الفيلسوف المتهم، وأكد قاضي الاستئناف الحكم. لكن محكمة النقض كسرته واعتبرت أن ما جاء في المقال حرية رأي.
خلال عمره المديد ارتبط إدغار موران بأكثر من امرأة، آخرهن الباحثة المغربية صباح أبو السلام. كان في التسعين حين تزوجها وهي في الخمسين وتعتبره أستاذها. نشرا معاً كتباً مشتركة، منها واحد بعنوان «الرجل ضعيف أمام المرأة». وفي يوم احتفاله بمائة عام وعام استضافه التلفزيون الفرنسي وظهر متورد الوجنتين ومحتفظاً بكامل فطنته. لم تفارقه الابتسامة وهو يعلن أنه عاش قرناً من الزمن وتعلم كيف يتقبل الحياة بحلوها ومرها. تذوق حلاوة تحرير باريس من الألمان ومرارة خسارة الأحباب. اعترض على وصفه بالرجل الناجح وقال إن الدنيا خليط من نجاح وفشل. هل يتقاعد الرجل العجوز؟ مطلقاً. إنه يحتفل بصدور كتاب جديد له، عنوانه: «استيقظوا!».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائة عام وعام مائة عام وعام



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

إطلالات محتشمة بلمسات الريش وألوان ربيعية تزين إطلالات النجمات

القاهره - صوت الإمارات
يبدو بأن الريش بدأ يحجز مكانة له ضمن اللمسات المضافة الى الأزياء لهذا الموسم، حيث يضفي لمسة من الفخامة والرقي على إطلالتك، خاصة مع الأزياء الشرقية الفضفاضة. فهو يمنح أي قطعة ترتدينها طابعًا مميزًا يجمع بين الأناقة والجاذبية، خاصة عند ناحية الأكمام. ومن الجدير بالذكر أن استخدام الريش في الأزياء ليس جديدًا، فقد كانت الفساتين قديمًا تتزين بالريش الطبيعي المستخرج من الطيور ، لكن مع تطور صناعة الموضة، أصبح الريش الصناعي المصنوع من القماش أو الخيوط بديلاً شائعًا، مما يضفي لمسات فنية راقية دون المساس بالحياة البرية. نعرض لكِ مجموعة من أجمل الإطلالات المستوحاة من النجمات ومؤثرات الموضة، حيث تتألق لمسات الريش بأساليب متنوعة مع الأزياء ذات التصاميم المحتشمة الشرقية بالألوان الربيعية. إطلالة مهيرة عبد العزيز بفستان وردي مزين بالر�...المزيد

GMT 04:30 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

أسرار شهرة الساعات السويسرية وتاريخها العريق
 صوت الإمارات - أسرار شهرة الساعات السويسرية وتاريخها العريق

GMT 04:41 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

أبرز استخدامات الملح في الأعمال المنزلية
 صوت الإمارات - أبرز استخدامات الملح في الأعمال المنزلية

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

فوائد صحية مذهلة لتناول 3 تمرات و5 حبات لوز كل صباح
 صوت الإمارات - فوائد صحية مذهلة لتناول 3 تمرات و5 حبات لوز كل صباح

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 16:04 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن علاقة خاصة تربط ما بين بن سلمان وصهر الرئيس ترامب

GMT 08:36 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

علاج الحمونيل والإكزيما وحب الشباب بمياه البحر

GMT 14:43 2013 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

إيكيا تطرح ألواحًا شمسية للبيع بفروعها البريطانية

GMT 11:43 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

رانيا فريد شوقي تنتظر عرض مسلسل "بلبل وحرمه"

GMT 23:39 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والايجابي

GMT 12:47 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مكتشف كنوز يجد خاتمين قديمين من القرون الوسطى

GMT 10:50 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

محمد ثروت يكشف أنّ شخصيته في "ريما" من الصعب رفضها

GMT 12:08 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 01:07 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

10 سنوات سجنا لزائر جلب الهيروين بأكياس الشاي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates