الكاظمي والحوار بين متقاتلين
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

الكاظمي والحوار بين متقاتلين

الكاظمي والحوار بين متقاتلين

 صوت الإمارات -

الكاظمي والحوار بين متقاتلين

بقلم - مصطفى فحص

شاءت الصدف أن ألتقي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في أصعب 48 ساعة مرت على العراق، كانت بلاد الرافدين منقسمة بين فسطاطين، لكل واحد منهما سرديته التي يُظهر من خلالها أنَّه على حق وأن الآخر على باطل، وكانت بغداد على كفّ عفاريت، لو أفلتت لقلبت العراق رأساً على عقب. كان المتحاربون يستعدون لقتالهم المقدس، قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، وغاب عن بالهم أنهم جميعاً ضحايا عُنف مسيّس، وتحريض ممنهج، وفساد مبرمج لكن بعضهم استسهل المواجهة، واسترخص الدم، كأنَّهم لم يتعلموا ممن سبقهم في هذه الأنواع من الحروب داخل المُكوّن الواحد والبيئة الواحدة والبيت الواحد والعائلة الواحدة، أنَّه ليس بالضرورة من بدأها سيقدر على إنهائها، وأنَّه حتى المنتصر فيها هو ليس إلا أقوى الخاسرين، ولا يمكن حصرها بمكان محدد أو فئة أو طائفة أو إثنية معينة، فمن مخاطرها أنَّها تنقل عدواها لجميع البيوتات القريبة والبعيدة.

في ذلك المساء كان الكاظمي هادئاً متماسكاً، يُقلب صفحات الممكن، ويسجل في دفتر ملاحظاته جملة بدأ منها حديثه «حجب الدم»، لم يكن مستعداً لتقبل إراقة قطرة دم واحدة، قالها من دون تردد «العنف ليس مهنتي، فإذا خُيّرت بين الدم أو الرحيل سأرحل». في تلك اللحظة استعاد الكاظمي تكوينه المدني، مستدركاً المساحة الفاصلة بينه وبين القوى والأحزاب العراقية؛ خصوصاً الشيعية التي تخاصمه بسبب مدنيّته، وكأنه يتحمَّل مسؤولية خسارتها لموقعها الأول، أي خروج منصب رئيس الوزراء من يد قادة البيت السياسي الشيعي نتيجة لمؤامرة وضعها الكاظمي وفريقه، ويخططون منذ أن أُجبروا على تكليفه إلى اعتقاله متلبساً بتهمة المعايير، لكنَّهم اكتشفوا بعد فوات الأوان أنَّ عقارب الساعة لن تعود إلى ما قبل انتفاضة الأول من تشرين الأول 2019، وأنَّ 9 نيسان 2020 أي يوم تكليفه، فرض معايير لم تعد متوفرة عند أغلب وجوههم. لذلك أُصيب بعض سكان هذا البيت بمتلازمة الإنكار المتعمد، فهم يكابرون ولا يريدون الاعتراف بأنَّه جاء إلى منصبه الحالي نتيجة فشلهم الذريع في إدارة الدولة والثروة، وقد يكون الكاظمي قد اكتشف أزمتهم مبكراً فأعدَّ نفسه لوراثتهم، وهذا من حقه ومن حق أي عراقي يرى نفسه بديلاً مستحقاً، وأنَّ نُخب العراق لا تنحصر فقط بأحزابه وتياراته السياسية، والكاظمي ليس استثناء، بل هو محطة من محطات بنتها انتفاضة تشرين على طريق التغيير منذ بداية معركة إسقاط المنظومة إلى مشروع الإزاحة الجيلية؛ حيث بات الثابت متحولاً والمتحول متعدداً دينياً ثقافياً وسياسياً.
في ذلك اللقاء، كان الرجل كالجالس بين فكي كماشة، طرف دخل إلى المنطقة الخضراء، وطرف آخر يستعد للتظاهر خلف أسوارها ويلمح إلى إمكانية تسلقها، بين هذا وذاك، وقف الكاظمي المُستهدف من الطرفين كالقابض على جمر الاستقرار، وهو يعلم جيداً أن ليس في الدولة ما يكفي من أدوات لفرضه، لذلك أطلق كلمته «الحوار» التي فتحت نافذة لاحتواء التصعيد.
فعلياً، بدا الكاظمي أكثر تصالحاً مع نفسه وتقديراً لقوتها، فلجأ إلى السهل الممتنع إلى الحوار، دعا الجميع في لحظة احتقان إلى تحكيم عقولهم وليس عضلاتهم، إلى حكمة الخوف، لعلها تُهَدِّئُ الرؤوس الحامية، دعوة تحتاج إلى قناعة مَن أيدوها بأنهم على استعداد لتقديم تنازلات شجاعة والقبول بتسويات كبرى، تأخذ بعين الاعتبار فضاء وطنياً عاماً تشكل بعد انتفاضة تشرين لا يمكن إنكاره أو مصادرته، وأي إهمال أو تخطٍّ له، سيدفعه إلى فرض نفسه من جديد بأشكال مختلفة يصعب هذه المرة احتواؤها.
وعليه، الكاظمي ليس استثناء ولا ثابتاً، فهو متحول مؤقت أو طويل الأمد، لكن لا يمكن لأي طرف أن يشترط إبعاده أو حتى يفرض بقاءه، فله ما له وعليه ما عليه، والمهمة التي جاء من أجلها لم تنتهِ منذ أن فرضتها تشرين، وصولاً للأزمة الحالية (تأجيل المواجهة بين المتقاتلين) وهذه المرة بالحوار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاظمي والحوار بين متقاتلين الكاظمي والحوار بين متقاتلين



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 22:50 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تزايد نسبة المؤيدين الروس تأييد لسياسة بوتين بنسبة 81%

GMT 09:34 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

النادي الإفريقي حيرة بخصوص بديل «العبيدي»

GMT 18:55 2019 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة نجوى كرم تحقق بأغنية "بعشق تفاصيلك " 3 مليون مشاهدة

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

شرطة رأس الخيمة تعثر على الطفل المفقود

GMT 17:24 2013 الإثنين ,04 آذار/ مارس

صدور "سادة الأقوال فى القيادة والقادة"

GMT 16:25 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

رينج روفر مدعمة بنسخة من مكونات البنزين الكهربائية

GMT 12:39 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"دل" تطرح موديلين من ألترابوك

GMT 08:36 2016 الثلاثاء ,13 أيلول / سبتمبر

محمد بن راشد ومحمد بن زايد يستقبلان حكام الإمارات

GMT 10:49 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدمان الإلكترونيات تعاطٍ جديدٍ يسلب عقول الشباب

GMT 11:42 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates