مصطفي القياس
رغم نجاح المُطربة شيرين عبدالوهاب على المستوى الفني وحصدها للجوائز بشكل مُستمر إلا أنها تحتاج لحصد ولو جائزة صغيرة على المستوى الإنساني، فالفنان قبل أن يُحقق النجومية فهو إنسان عادي .. والنجومية لها معاني كثيرة نابعة من سمات لابد أن تتوافر في الفنان نفسه، فمن الخطأ أن يفصل الفنان فنه وعمله عن حياته الخاصة وتعاملاته مع الآخرين لأن هذا جزء أساسي في عمله.
فالفشل في التعامل مع الآخرين بأسلوب فني مميز قد يكون مُبشرًا للفشل ولو بعد النجاح، فكثير من النجوم قد فشلوا وعادوا لخط البداية مُجددًا ولم يخطوا خطوة واحدة للأمام .. فمن الضروري أن يكون الفنان مثلًا أعلى وقدوة لجمهوره على المستوى الشخصي قبل الفني، والظهور تلفزيونيًا في ظل وجود خفة ظل ومرح وتعامل أخلاقي مع الآخرين ليس معناه أنني أسير على الوتيرة نفسها بعيدًا عن الكاميرات.
كما أن فريق العمل يُشكل عاملًا مًهمًا وحلقة وصل قوية بين الفنان وتعاملاته مع جمهوره والصحافة، ولكن شيرين أخطأت باختيار فريق عمل غير موفق في نقل انطباعات الصحافة عنها وكذلك الجمهور، فالمقربون منها يقولون أنها شخصية "ودنية" تسمع وتُصدق دون أن تتأكد من صحة من نُقل لها، وأعتقد أن إدارة أعمال الفنانة شيرين شكلت عاملًا مُهمًا في تفاقم أزمتها مع الصحافة المصرية.
وعن تجربة شخصية للتواصل مع شيرين تحدثت لمدير أعمالها أيمن نابليون ولم أجد منه رحبة الصدر التي تُشجعني على إستكمال المُتابعة لإجراء حديث صحافي معها، فما إستدعاني لكتابة ذلك هو تكرر الأمر نفسه مع الكثير من الأصدقاء من الصحافيين المصريين .. واعتقد أن نجوم لبنان والخليج أذكياء للغاية في التعامل مع الصحافة وكسب ثقتهم مما يُشكل لهم خط دفاع قوي، ولذلك لم تستطع شيرين أن يكون لها خط دفاع قوي ومُساندة من الصحافة المصرية لأسباب كثيرة اهمها تفضيلها الصحافة غير المصرية على صحفيي بلدها التي لو تذكرت هم من دعموها ووقفوا إلى جانبها في البداية.
وإنطلاقًا من القولة الشهيرة التي ذكرها الفنان سليمان عيد في فيلم "زكي شان" وهي "لا شيرين ولا واحد وعشرين" أشعر بأن هذا الرقم يستوقفني كثيرًا حينما أتذكر شيرين، فأشعر بالقصور الذاتي تجاه تعلقي بهذا الرقم ليس لأنني مُنبهر به ولكن لأنه أصبح حديث الجميع الآن وأصبحت هي "القيل" و "القال".
سمعت ألبوم شيرين الأخير "أنا كتير" وشعرت بأن كل أغنية يحملها الألبوم تستحق وصف خاص لطبيعة شخصيتها عدا أغنية "أنا كتير"، ولكن "متاخدة من الأيام" تنطبق علىها قلبًا وقالبًا فهذا ليس معناه الإساءة، ولكنه وصفي نابع من فشلها في التواصل مع الآخرين بشكل يوطد العلاقة ويجعل من يتعاملون معهم يتحمسون للتعامل معها مرة أخرى، وأعتقد أنها بعد قراءة مقالي هذا ستعيش "تجربة مؤلمة" وستوجه لي رسالة تقول فيها "شكرًا يا شهم".
"مفيش دخان من غير نار" .. حيث تسبب شرارة بينها وبين الفنان شريف منير في حريق هائل على مستوى الوسط الفني بعد نشر الثاني رسائل مكتوبة من شيرين بسبب خلافات الجيرة الذي يعرفها الجميع والتي تسبب في لجوء شريف للقضاء للحصول على حقه بالقانون بعد الإساءة له حسبما قال، والخلاصة أن شيرين تستحق أن تنصب لنفسها ومن معها محكمة في ميدان عام وتعتذر لكل من أساءت في حقه.