عمان - بترا
توفي المخرج المسرحي والسينمائي المغربي الطيب الصديقي الخميس عن 80 عاما وهو الذي اشتهر بالعديد من اعماله المسرحية التي امتدت عروضها من المحيط الى الخليج العربي .
ويعتبر هذا المبدع المولود العام 1937 في مدينة الصويرة بالمغرب، من بين ابرز رواد النشاط المسرحي بالمغرب وهو ايضا صاحب مسيرة مديدة في العمل الفني تمتد الى ستة عقود من الزمان اتسمت بالتنوع ورقي الاشتغال في حقلي المسرح والسينما ذاعت شهرتها على اكثر من صعيد عربي وعالمي، مثلما عرف الراحل بانفتاحه على تجارب مسرحية عربية وعالمية لدى ترجمته وكتابته لعشرات النصوص المسرحية باللغتين العربية والفرنسية.
تابع الراحل الصديقي دراسته في المسرح باحدى الجامعات الفرنسية ثم عمل في المسرح العمالي وهو في العقد الثاني من عمره ، وتتالت إنجازاته في المسرح بين التأليف والتمثيل والإخراج والإدارة والتدريب ، وعرف عنه براعته في توظيف الموروث الشعبي المغربي وخصوصا اشتغالاته على الظاهرة الصوفية في اكثر من بيئة مغربية ضمن رؤية تتوخى منح المسرح المغربي فرجة وهوية وخصوصية تراثية تدنو من الحداثة والتطور الذي يعانق الواقع المعاصر .
وعمل الفنان الراحل على تاسيس فرقة (المسرح البلدي) التي قدمت مجموعة من الاعمال المسرحية التي تستمد رؤى وجماليات من حكايا وقصص والحان سائدة في البيئة المغربية ومنها جاءت فرقة (ناس الغيوان) الشهيرة، وشارك الفقيد في احدى دورات مهرجان جرش للثقافة والفنون ابان عقد الثمانينات من القرن الفائت عندما اخرج عمل مسرحي تراثي مستمد من حكايات الف ليلة وليلة الى جوار اللبنانية نضال الاشقر ومجموعة من اشهر طاقات المسرح العربي .
قدم الراحل الصديقي جملة من الاشتغالات المسرحية مثل: (ديوان سيدي عبد الرحمن المجذوب)، (مولاي إدريس)، و(عزيزي) التي كانت آخر عمل درامي قدمه عام 2005، ثم أنجز فيلمه الروائي الطويل المعنون (الزفت)، الذي عالج فيه ظاهرة الأولياء وأضرحتهم، كما ادى دورا لافتا بفيلم (الرسالة) تحت ادارة المخرج الراحل مصطفى العقاد، ومارس في بعض الاوقات الفن التشكيلي.
أرسل تعليقك