أفاد مطوّرون عقاريون وخبراء، بأن السوق العقارية في دبي تعيش حالة صحية، على صعيد استمرار الزخم الاستثماري، وتصاعد الطلب والاستفادة من المحفزات المحلية، وعدم التأثر بالمخاوف العالمية المتعلقة بالانكماش الاقتصادي وأسعار الفائدة. وقالوا، في تصريحاتها ، على هامش فاعليات معرض «سيتي سكيب دبي 2022»، إن السوق العقارية وصلت إلى حالة من النضج، التي تتطلب من الجميع، العمل للحفاظ عليه، حيث أصبحت السوق ضمن أبرز الوجهات المفضلة للأثرياء والمستثمرين العالميين، الذين يستهدفون شراء عقار أو تأسيس نشاط استثماري.
الضيافة والفنادق
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لشركة «عزيزي للتطوير العقاري»، فرهاد عزيزي، إن «اقتصاد دبي بشكل عام سجل أداءً قياسياً خلال العام الجاري على مستوى جميع القطاعات بدءاً بالضيافة والفنادق، وصولاً إلى القطاع العقاري، الذي يشهد إطلاق المطوّرين لعدد من المشروعات الجديدة». وأكد عزيزي أن «النجاحات التي حققها (إكسبو 2020 دبي) أسهمت في تعزيز سُمعة دبي العالمية كوجهة مرموقة للسياحة والعمل والعيش، بالتزامن مع الكفاءة التي تعاملت بها الإمارة، مع تحديات الجائحة، وتزايد أعداد القادمين بهدف العمل والاستقرار في دبي، خصوصاً من أوروبا، وذلك بهدف الاستفادة من الفرص المتنوّعة التي تزخر بها بيئة الأعمال والاستثمار المتطوّرة التي بنتها دبي، وكذلك الاستمتاع بنمط الحياة العصري، وتطور البنية التحتية والخدمية في الإمارة».
وتابع: «هناك تزايد في أعداد المشترين الأوروبيين الراغبين في الانتقال إلى دبي، في ظل ما تشهده أوروبا، بما يشمل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، من تضخم وارتفاع أسعار الفائدة وهبوط قيمة اليورو». وأضاف: «نحن متفائلون بآفاق دبي الواعدة على المدى الطويل، وكلنا ثقة باستمرار نمو قطاع العقارات، فدبي تواصل تميزها بمراحل عن العديد من المدن العالمية في كل المجالات».
وكشف عزيزي أنه «مقارنة مع فترات الذروة السابقة لسوق العقارات في دبي، حينما تركز هدف النسبة الأكبر من المستثمرين، على شراء العقارات وإعادة بيعها لتحقيق أرباح سريعة كنوع من المضاربة، اختلف الواقع الآن، حيث بات المستثمرون أكثر معرفة ودراية بالسوق العقارية، خصوصاً بفضل جهود دائرة الأراضي والأملاك في دبي، لتعزيز الشفافية وتوفير البيانات اللازمة لصنع القرار الاستثماري العقاري. من جانب آخر، تستقطب دبي العديد من الأفراد الراغبين في الاستقرار والعمل فيها على المدى الطويل، ومن هنا تركز شركة (عزيزي) على فئة المستخدم النهائي من المستثمرين الأفراد». وأشار إلى أن «السوق الآن تشهد توازناً صحياً بين المشترين بهدف الاستثمار، وبين المشترين بهدف السكن».
وحول تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على التمويل العقاري، لفت عزيزي إلى «أن 40% من المستثمرين في مشروعات الشركة، يعتمدون على الرهن العقاري»، لكنه أوضح أن «البنوك باتت تقدم عروض تمويل بأسعار فائدة ثابتة لمدة تصل إلى خمس سنوات، ما يعطي نوعاً من الاطمئنان للمستثمرين حول العائد الذي يمكن تحقيقه من الاستثمار العقاري الممول من البنك، في ظل ارتفاع معدل العائد الإيجاري وتثبيت سعر الفائدة لسنوات عدة، وهي ميزة لا تتوافر في العديد من أسواق العقارات العالمية».
تحسّن ملحوظ
من جانبه، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أمنيات»، مهدي أمجد، إن «السوق العقارية في دبي شهدت تحسّناً ملحوظاً، خلال العامين الماضي والجاري، وسيستمر هذا الأداء للأعوام القليلة المقبلة، وفي شتى المجالات المرتبطة به والمساندة له في الوقت نفسه، ونلاحظ نشاطاً ملحوظاً في العديد من شركات التطوير العقاري، لمواكبة الطلب المتصاعد على المساكن في المدينة».
وأضاف أمجد: «نشهد يومياً تقارير لوسائل الإعلام العالمية والمحلية تتحدث عن النمو اللافت في القطاع العقاري في دبي عموماً ولقطاع العقارات الفاخرة خصوصاً، لاسيما بعد الجائحة، التي شهدت حجم صفقات مليارية مميزة خلال عامي 2021 و2022». وذكر أن «الطلب في السوق العقارية بالوقت الراهن يتماشى مع النضج الذي حققته السوق، ويتناغم مع النمو السكاني للمدينة، وهو طلب لا يشبه نظيره في زمن الطفرة العقارية بمنحيات تصاعدية، بالتالي يمكن وصفه بالطلب المستدام الذي تنشده دبي».
وأضاف أن «الطلب على سوق العقارات الفاخرة في الإمارة أعلى من المعروض، لاسيما مع تزايد أعداد الأثرياء من شتى دول العالم الذين وجدوا في دبي كل متطلبات الأمن والأمان والحياة الفارهة، ومحركات تأسيس وتطوير الأعمال في شتى القطاعات»، متوقعاً استمرار أداء سوق العقارات الفاخرة، والنمو المستدام وفقاً للمعطيات الحالية. وأفاد بأن «الطلب على العقارات الفاخرة تحديداً سيكون أعلى بكثير مما نشهده حالياً، حيث نشهد طلباً متصاعداً من أثرياء أوروبا وأميركا والصين وغيرها».
وأشار إلى أن مشروعات «أمنيات»، تركز على وضع استثماراتها في خطط الإنشاء المعمارية والتفاصيل الأكثر دقة، لتضمن أن ما تقدمه في سوق العقارات هو إضافة حقيقية وقيمة مضافة للمدينة ولاقتصادها وللمستثمر، وهناك العديد من الأيقونات المعمارية الفخمة القادمة خلال الأشهر الستة المقبلة. وتوقع أمجد أن «يواصل قطاع العقارات الفخمة ازدهاره ونموه، بفعل الطلب المتنامي من الأثرياء الدوليين، من مختلف دول العالم. وسنشهد تحوّلات مهمة في هذا القطاع على صعيد إعادة صياغة مفهوم العقارات الفاخرة».
أداء قوي
في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة في «أرادَ»، أحمد الخشيبي: «يتميّز قطاع العقارات في دولة الإمارات بأداء قوي للغاية، وفي دبي على وجه الخصوص، حيث وصلت التعاملات العقارية من حيث العدد والقيمة إلى أعلى مستوى لها منذ 12 عاماً، وليس هناك إشارات إلى أي تباطؤ مع اقترابنا من عام 2023».
وأضاف: «لقد رأينا في (أرادَ) بأن حجم الطلب يتزايد فعلياً على مدار العام. وخلال النصف الأول من العام الجاري، شهدنا زيادة في قيمة إجمالي العقارات المباعة بنسبة 30% لتصل إلى 1.49 مليار درهم. ونحن نتوقع نمواً أكثر من ذلك خلال النصف الثاني من العام».
وأشار إلى أنّ «الطلب في قطاع العقارات كان ولايزال قوياً بشكل عام، إلا أنّه كان أقوى في قطاعي العقارات الفاخرة والفارهة، لاسيما في دبي. وعندما يتعلق الأمر بهاتين الشريحتين، فإن الموقع هنا يمثّل أحد أهم الجوانب التي يتم النظر إليها. وهناك عدد محدود من المواقع والمجتمعات الفاخرة في دبي، وهذا هو السبب في محدودية المعروض العقاري في هذه المناطق».
الطلب العقاري
قال الخبير العقاري رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال للوساطة العقارية»، وليد الزرعوني، إن «الأثرياء يشكلون جزءاً رئيساً من الطلب العقاري في دبي، وهذا يعدّ مؤشر ثقة بمستقبل اقتصاد دبي، إذ لا يتخذ هؤلاء الأثرياء قراراتهم بشكل عشوائي، وإنما يعتمدون على بيوت خبرة عالمية في توجيه استثماراتهم».
وأكد أن «دبي برزت خلال السنوات الأخيرة كأحد أفضل الوجهات العالمية المفضّلة للأثرياء، وجاء ذلك نتاج التخطيط الجيد للحكومة، والحوافز المطروحة لتعزيز مكانة الإمارة على جميع الصعد». وتابع: «جاءت دبي كأفضل الملاذات الآمنة للأثرياء، لاسيما أثناء وبعد الجائحة».
وكشف أن «عقارات دبي حازت ثقة كبيرة في ظل الفرص المغرية التي قدمها القطاع العقاري، ولايزال يقدمها حالياً، حيث تشهد مبيعات العقارات الفاخرة في دبي مستويات قياسية».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الأسعار والطلب يدفعان 9 مشاريع جديدة إلى السوق العقارية في الإمارات
جواز السفر الإماراتي يتيح دخول 90% من دول العالم دون تأشيرة مسبقة
أرسل تعليقك