تشارك دولة الإمارات في الدورة الثامنة من قمة غوجرات الحيوية العالمية التي انطلقت أعمالها الثلاثاء الماضي تحت شعار "التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة" وتستمر حتى غد في مدينة غاندي نغار عاصمة ولاية غوجرات شمال الهند.
ترأس وفد الدولة الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير دولة.واستقطبت القمة في دورتها الحالية - التي افتتحها معالي ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند - رؤساء دول وحكومات وشخصيات قيادية وخبراء وأكاديميين في مجالات الاقتصاد والمال والأعمال والاستثمار والتجارة والصناعة والتنمية لمناقشة فرص وإمكانات التعاون والاستثمار في عدد من المجالات من أبرزها الصناعات التحويلية المتنوعة والابتكار والتكنولوجيا والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطاقة المتجددة والسياحة وغيرها.
وألقى الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير دولة كلمة في الجلسة الافتتاحية أكد فيها على العلاقات التاريخية التي تربط بين دولة الإمارات وجمهورية الهند والروابط الاقتصادية العميقة والمصالح الاستراتيجية والرؤى المشتركة بين البلدين في العديد من القطاعات التنموية إلى جانب التواصل الوثيق على المستوى الاجتماعي والثقافي.
وقال معاليه أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والهند مرشحة لمزيد من التطور خلال المرحلة المقبلة في ظل الرغبة المشتركة على مستوى قيادة وحكومة البلدين وكذلك على مستوى القطاع الخاص.
وألقى معاليه الضوء على أبرز ملامح تطور الاقتصاد الإماراتي مدعوما بالاستثمارات الكبيرة للدولة على مدى العقود الماضية في عدد من القطاعات غير النفطية التي أسهمت في دفع عجلة النمو وتعزيز مكانة الدولة باعتبارها مركزا إقليميا وعالميا للتجارة والاستثمار والمساعي الدؤوبة التي بذلت لترسيخ دعائم التنوع والاستدامة في الاقتصاد الوطني.
وأثنى على الإنجازات التي حققتها الشركات الإماراتية الرائدة في الهند مثل موانئ دبي العالمية التي تستثمر بكثافة في قطاع تجارة وعمليات الحاويات وتشغل خمس محطات للحاويات في الهند تدعم من خلالها نحو /34/ في المئة من تجارة الحاويات بالهند ما يجعل منها أكبر مشغل لمحطات الحاويات في شبه القارة الهندية.
ونوه بأن دولة الإمارات تستضيف على أرضها أكبر جالية هندية في الخارج بتعداد يصل إلى أكثر من /2.6/ مليون نسمة يحولون أموالا تصل قيمتها إلى نحو /12.8/ مليار دولار سنويا وفقا لإحصاءات البنك الدولي ..مضيفا أن قطاع الطيران يوفر محركا مهما لدعم التبادل التجاري والسياحي وتعزيز النمو الاقتصادي بين البلدين بمعدل رحلات يصل إلى نحو 1070 رحلة أسبوعيا ما يعطي دليلا آخر على متانة العلاقات الثنائية وعمق المصالح المشتركة.
من جانبه قال سعادة عبدالله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة إن الروابط الاقتصادية بين الإمارات والهند شهدت على مدى الأعوام الماضية نموا سريعا ومتزايدا حتى وصلت اليوم إلى مستوى مهم من الشراكة وبلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر لدولة الإمارات في الهند 4.38 مليار دولار خلال الفترة من أبريل عام 2000 حتى نهاية الربع الثالث من عام 2016 منها مليار دولار في العام الماضي وحده ما يعكس الوتيرة المتنامية لتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث تعد الإمارات عاشر أكبر الدول المستثمرة والأولى عربيا بما نسبته /85/ في المئة من إجمالي الاستثمار العربي في الهند.
وأكد أن التبادل التجاري بين الإمارات والهند يعطي بدوره نموذجا آخر لما تشهده العلاقة الاقتصادية الثنائية بين البلدين من نمو متسارع حيث بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية أكثر من 34.2 مليار دولار عام 2015 وأكثر من /17/ مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2016 الأمر الذي يضع الإمارات في المرتبة الثالثة بين أهم الشركاء التجاريين للهند.
وأشار إلى أن الهند تأتي في المرتبة الأولى كأهم شريك تجاري للإمارات حيث تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الدول المصدرة للإمارات والمرتبة الأولى في قائمة المستوردة والمرتبة الثانية في قائمة الدول المعاد التصدير إليها.
واكد سعادة عبدالله آل صالح أن البيئة الاقتصادية المحفزة التي تتمتع بها دولة الإمارات بما توفره من قوانين وتشريعات داعمة للنمو وحوافز اقتصادية جاذبة وبنى تحتية متقدمة وتسهيلات متنوعة للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال نجحت في استقطاب أكثر من 4365 شركة تجارية هندية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد حتى نهاية عام 2015 إضافة إلى أكثر من 200 وكالة تجارية ونحو 5580 علامة تجارية هندية مسجلة.
وأضاف أن المشاركة في قمة غوجرات بهذا الوفد الرسمي تعكس مدى الاهتمام بالفرص التي تطرحها القطاعات الاقتصادية الهندية المختلفة لاسيما قطاع التصنيع القائم على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي والتطوير وقطاعات السياحة الزراعة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والخدمات المالية والطاقة والنقل وغيرها.
وتضمنت قمة غوجرات الحيوية العالمية عقد جلسة حوارية خاصة بدولة الإمارات كبلد شريك للقمة شارك فيها عدد من أعضاء الوفد الإماراتي مع مسؤولين ورجال أعمال من الهند وناقشوا خلالها واقع الشركات الإماراتية المستثمرة في الهند وسبل التوسع فيها واستكشاف فرص وقطاعات جديدة واعدة مع بحث آفاق التبادل الاستثماري والتجاري والتعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات.
وضم وفد الدولة المشارك في القمة سعادة سلطان أحمد بن سليم الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية وسعادة جمال سيف الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري والاستثمار بوزارة الاقتصاد وأحمد سلطان الفلاحي الملحق التجاري بسفارة الدولة في الهند إضافة إلى ممثلين عن بعض الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ونحو /50/ مستثمرا ورجل أعمال من قطاعات اقتصادية وتجارية مختلفة.
أرسل تعليقك