الرياض - محمد الدوسري
صدر مؤخرًا كتاب بعنوان "القرآن الكريم وعلومه في الموسوعات اليهودية: دراسة نقدية"، عن مركز "تفسير للدراسات القرآنية" في المملكة العربية السعودية للباحث المختص بالشؤون الإسرائيلية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، أحمد البهنسي وذلك في محاولة سعودية مصرية لفضح المحاولات اليهودية المستمرة للطعن في الإسلام.
ويتضمن الكتاب على مادة علمية تضم جميع الموسوعات اليهودية سواءً المطبوعة أو الإلكترونية أو المكتوبة باللغة العبرية أو الإنجليزية، ويتعرّض الكتاب لها بالتحليل والنقد، والرد على ما ورد بها من فرضيات تطعن في أصالة القرآن الكريم ومصدره الإلهي.
ويشتمل الكتاب على خمسة فصول، يتناول فيها بالنقد جمع وترتيب الآيات القرآنية ورد قصص القرآن الكريم إلى مصادر يهودية ونصرانية ووثنية، ورد أصول بعض ألفاظ القرآن الكريم إلى لغات أعجمية غير العربية ورؤية الموسوعات اليهودية الخاطئة لموقف القرآن الكريم من اليهودية والنصرانية.
ومن أبرز النتائج التي توصل لها الكاتب هي أن اليهود اهتموا اهتمامًا بالغًا سواءً قبل قيام دولة إسرائيل 1948 أو بعد قيامها، بالتعرف على الدين الإسلامي ودراسة مصادره الأساسية وفي مقدمتها القرآن ومحاولة تشويهها وتقديمها للعالم في شكل محرف، وهذا ما ظهر في إعدادهم موسوعات ليست بلغتهم العبرية بل باللغة الإنجليزية واسعة الانتشار والاستخدام، وتحوي تلك الموسوعات مقالات كثيرة حول القرآن الكريم كلها تطعن في قيم الإسلام ومبادئه .
كما توصل البهنسي، لنتيجة مفادها أن هذه المقالات الموسوعية اليهودية لم تتسم بالموضوعية العلمية، بل دارت في فلك المطاعن التي ألصقها المستشرقون الغربيون بالقرآن الكريم دون الاستناد إلى حقائق علمية ودلائل أكاديمية رصينة ومقبولة للعقل.
وتتمثل أهمية هذا الكتاب في أنه لا يمثل إلتزامًا دينيًا وعلميًا فقط باعتباره أحد وسائل الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف ومصادره بشكل أكاديمي وعلمي يتسم بالموضوعية، بل يمثل أيضًا التزامًا قوميًا ووطنيًا نظرًا لخطورة ما تهدف إليه هذه المقالات الموسوعية حول القرآن الكريم والإسلام من تشويه صورة الإسلام والمسلمين بغرض تحقيق مصالح دينية وسياسية على حد سواء.
كما أن تزايد الاهتمام بدراسة الموضوع مجال الدراسة وما يتعلق به من دراسات أخرى في مجالات مختلفة من الممكن أن يؤدي إلى توضيح الصورة الصحيحة للإسلام ومقدساته، وربما يثير صحوة في مجال الدراسات الإسلامية الأكاديمية المهتمة بالرد على الفرضيات الاستشراقية بشكل عام، والفرضيات الاستشراقية "اليهودية والإسرائيلية" بشكل خاص.
يشار إلى أن إصدار مركز تفسير للدراسات القرآنية في المملكة لهذا الكتاب، يأتي في إطار اعتماد المركز لخطة علمية طموحة تحمل عنوان "الانتصار للقرآن الكريم" وتهدف للرد علميًا وموضوعيًا على الشبهات التي تلصقها الكتابات الغربية بالقرآن الكريم، ويعتزم المركز ترجمة كتاب البهنسي لعدة لغات أجنبية بهدف مخاطبة الغرب بمثل هذه المؤلفات التي تتسم بالرصانة العلمية وتبتعد عن أية تشنجات أو تعصبات تبعدها عن الموضوعية.
أرسل تعليقك